علاج الأمراض الباطنية بالكي
بعض هذه الاسماء متعارف على محليا في بعض المناطق
مرض الظلال "
الصوب "
مرض الرضاخ
مرض شلع السره (
النادوف)
مرض البهظة
مرض الفجعة
مرض الكبد (عرق الكبود)
الغـــاشية
مرض الطحال
مرض اللجوة (القولنج)
القولنج (القولون)
علاج
الاستسقاء بالكي
مسكيه (امسيكيه)
مرض الناقر (الخاطر)
مرض المعدة
مرض
بوعدوين
الاسهال - الغثه
مرض العفنه
مرض أبو صفار " اليرقان "
الفتق
أو الفتاق
هو مرض يصيب فجأة ومن أسبابه بأمر الله الجوع الشديد، ثم الأكل الثقيل، وخاصة
اللحم، أو اللبن الحامض، وقد ذكر بعض الأطباء الشعبيين أنه قد يأتي من شدة الغضب،
ومن أهم أعراضه
[1]:
1- الدوخة وشدة خفقان القلب، خاصة عند القيام من الجلوس فجأة.
2- تباعد الرموش تباعداً واضحاً "وهو من أقوى علاماته".
3- عدم استطاعة النظر لأعلى إلا بصعوبة وخاصة بالنهار (لا يستطيع النظر للمباني
الشاهقة والأجسام المتحركة في السماء) حيث يشعر المريض بإجهاد سريع في العينين وقد
يصيبه الإغماء خاصة في النظر للأجسام المتحركة.
4- ضعف النظر وعدم تحمل نور السيارات المقابلة في الليل.
5- تشتد أعراضه في حالتي الجوع والشبع وتخف عندما يتوسط بينهما.
6- من علاماته الصداع المستمر والغثيان من الاكل الدسم والسمن.
7- برودة الأطراف في حالة اشتداد المرض وخفقان القلب والإحساس بضيق في النفس، وهذه
الحالة مخيفة للمريض (تجعل بعضهم من الفزع يظنها أعراض للموت، وتزول هذه الأعراض
بسرعة مع التجشؤ).
8- عدم تحمل البرد والحر وأجهزة التكييف.
9- عدم الارتياح في النوم.
أشهر مواقع الكي الخاصة بالظلال
1- في الرأس: وسط النافوخ ويسميه البعض الغاذية "وهي أهمها"، بين القرنين "القنه"،
ونهاية الفقرات العنقية (السابعة).
2- في القدمين: ما بين الخنصر والبنصر.
3- في اليدين: ما بين الخنصر والبنصر .
4- وقد يحتاج المريض إلى أربع كيات حول السرة.
5- وهناك كية على فم المعدة، وقد تمتد منها إلى السرة من 1- 5 كيات. والبعض يكتفي
بكوي أسفل القدم.
أنظر
صفحة الرضاخ (عرق الرضاخ، رضاخ، خلع السرة، شلع السرة، عصبة النفس، أبو مزوي
البهظة
اسم مرض يعرف في الشام، وأعراضه حمل شيء ثقيل يصاب على أثره بالوهن وعدم الشهية
للأكل، وعلاجه بأن توضع "العطبة" على منطقة البطن والظهر في الأماكن التي يشعر بها
بالألم.
مرض
الفجعة تكون بسبب الخوف، حادث، حادثه مفاجئة، صدمة نفسية، وهي غالبا تبدأ من القلب
والصدر ثم تنزل وتستقر في البطن، ويعالج بالعصفر وقليل من زعفران ينقع في ماء 12
ساعة ثم يشخل ويشرب منه في الصباح وقبل الغروب بحوالي ربع ساعة، إذا لم يشفى يكوى
نقطيا حول السر او أربع كيات فوق وتحت ويمين وشمال السرة، والحمية أن يبتعد عن
الإزعاج ومضان الخوف والفجعات والروعات لمدة شهر، ومنهم من يكوي كوية واحدة تحت
عظمة القص في أعلى البطن.
يقول الزهراوي في كيّ الكبد الباردة: إذا عرض في
الكبد وجع من برودة ورطوبة، أو من ريح غليظة، حتى خرجت عن مزاجها الطبيعي خروجاً
مفرطاً*، وعولج العليل بما ذكرنا في التقسيم، فلم ينجع ذلك، فينبغي أن يستلقي
العليل على قفاه، وتعلّم بالمداد ثلاث كيات على هذا الشكل وهذا المقدار بعينه، على
الكبد أسفل الشراسيف حيث ينتهي مرفق الإنسان ، ويكون بعد ما بين كلّ كية وكية على
غلظ الإصبع، ويكون الكي على طول البدن مستقيماً، ولا تزمّ يدك بالمكواة نعمّا ،
وليكن قدر ما تحرق من ثخن الجلد قدر نصفه لا مزيد، ويكون العليل قائماً على قدميه،
فإن لم يكن قائماً فيكون مضطجعاً، قد مد ساقيه ورفع ذراعيه، وهذه صورة المكواة:
وقد يمكنك أن تكوي هذه الكيات بالمكواة السكينية إذا كان معك رفق وحذق
بالصناعة، وتحفظ لئلا تمعن في الكي فتحرق ثخن الجلد كلّه، فتحرق البطن وتصل إلى
الأمعاء، لأن الجلد هناك رقيق فاعلمه.
ويقول في بطّ ورم الكبد بالكيّ: إذا
عرض في الكبد خُراج وأردْتَ أن تعلم إن كان ذلك الورم في لحم الكبد أو في صفاقه،
فإنه إن كان في لحم الكبد فإنه يجد العليل ثقلاً ووجعاً بغير حدة، وإن كان في صفاق
الكبد كان مع الوجع حدة شديدة، ورأيت أنه قد أعيا الأطباء علاجه، فينبغي أن يستلقي
العليل على قفاه، ثم تعلّم موضع الورم بالمداد، ثم تحمي المكواة التي تشبه الميل،
وهذه صورتها:
وتكويه بها كيّة واحدة، حتى تحرق الجلد كلّه، وتنتهي بالكي إلى
الصفاق، حتى تخرج المِدّة كلها، ثم تعالجه بعلاج الخُراجات حتى يبرأ إن شاء الله
تعالى، وهذا النوع من الكي لا ينبغي أن يستعمله إلا من طالت دربته في صناعة الطب،
وجرت على يده هذه الأمراض بالتجربة مراراً، فحينئذ يقدم على مثل هذا العمل، وتركه
عندي أفضل إن شاء الله تعالى أ.هـ.
وفي
وقتنا الحاضر: أمراض
الكبد علاجها أربع كيات واحدة أسفل عظمة القص مباشرة وثانية أسفل من الأولى بأربعة
أصابع والثالثة يمين الثانية بأربعة أصابع والرابعة يسار الثانية بأربعة أصابع،
والبعض يكوي على الكبد أسفل آخر ضلع ثلاثة كيات واحدة أسفل الأخرى، والبعض يكوي على
الكبد أسفل آخر ضلع مباشرة ثلاث كيات.
الحمية
لمدة ثلاثة أيام، يأكل رز شيلاني مع بيضة مفوحة "مسلوقة بالماء".
مرض
يصيب الكبد ولعله التهاب المرارة، ومن أعراضه نفخ او ورم في الجهة اليمنى من البطن
تحت الضلوع، وعدم الرغبة بالأكل وغثيان ووجع في البطن، وتعالج بالكوي في نفس موضع
كوي الكبد مع الحمية.
ورم في
الجنب الأيسر واعراضه ألم وتورم في منطقة الطحال على الجانب الأيسر أسفل القفص
الصدري، واسمه العلمي هو "تورم الطحال" الناتج من بعض أمراض الدم الوراثية أو سرطان
الدم (لوكيميا) أو تليف الكبد.
يقول
مهذب الدين في المختارات في الطب: وقد تعجز الادوية عن تحليل مادة الطحال فيعالج
بالكيّ بأن يكوى عليه خمس مكاوي أو ستة حتى تنشّف النار مادته و تفنيها، وربّما كان
المكوى له رأسان يكوى في ثلاثة مواضع، و قد يعمل مكوى بست شاخات يحمى في نوبة واحدة
ويكوى به في مرة واحدة ست كيّات متفرقة، وربّما لم يستطع العليل الصبر على النار
فيكوى بالأدوية الكاوية مثل ما يضمد بالتين والخردل أو يضمد بالثافسيا، أو يشد عليه
الثوم و الملح إلى أن يتقرح الجلد ولا يترك حتى يلتحم و تفنى المادة، وقد قيل: إنْ
كوي الانسان على عرق في باطن ذراعه الايسر ذبل طحاله.
وعند
الرازي في الحاوي:
ومن أجود أدوية الطحال الكي على
العرق الذي في باطن الذراع الأيسر.
وفي
كتاب فاكهة ابن السبيل؛ إذا لم ينجع فيه الأدوية فينبغي أن يستعمل الكي على هذه
الصفة وهو أن يمد الجلد الذي على الطحال إلى فوق بسنارات ثم يكون بمکوی طویل له
راسان قد حمي حميا شديدا ليكون كيتين في مرة واحدة، وينبغي أن تفعل ذلك في ثلاثة
مواضع ليكون جميع الكيات ستة (واحدة أسفل الاخرى)، وقد كان بعض الأوائل يستعمل مكوى
له ستة رؤوس فيحميه ويكوى به كمية واحدة في دفعة واحدة في ستة مواضع أ.ه.
إذا عالجت مرض الطحال بما ذكرنا من
العلاج في التقسيم ولم ينجع علاجك، فالكي فيه على ثلاثة أوجه، كلّها صواب؛ أحدها أن
تكوي ثلاث كيات أو أربعة مصطفّة على طول الطحال، على شكل كيات الكبد التي تقدم
شكلها، ويكون بين كلّ كيّة وكيّة قدر غلظ الإصبع أو أكثر قليلاً، وتكون صفة المكواة
الصفة التي ذكرنا في كيّ الكبد سواء، ولا تعمّق يدك بالكيّ، وصورة العليل ملقى على
ظهره.
والوجه الآخر في الكيّ، أن تحمي
المكواة ذات السفودين، التي ذكرنا في باب كيّ تخلّع المرفق، وترفع الجلدة التي
قُبالة الطحال، حيث تنتهي مرفق العليل اليسرى، ويكون رفعك للجلد على عرض البدن،
لتقع الكيّات على طول البدن، ثم تدخل السفودين محميّة جدّاً، حتّى تنفذ بهما الجلد
من الناحية الأخرى، ثم تخرج المكواة، فتكون الكيات أربع.
وإن شئت أن
تكوي بالمكواة الأخرى ذات الثلاث سفافيد، ثم تعالج موضع الكي بعد أن تتركه يمد
القيح أياماً كثيرة، فهو أنجع من سائر ما تقدم من العلاج، إن شاء الله تعالى.
ويتم
علاجه شعبيا: بوسمه بقطعة معدن متعددة الرؤوس على شكل "رزة " في مكان الطحال، وموضع
الكي تحت الضلوع من الجنب الأيسر، والحمية يشرب الليمون مع الفلفل الأسود فنجان في
الصباح وفنجان في المساء، ويمتنع عن أكل جميع اللحوم بما فيها السمك.
اللجوة
وتسمى في الحجاز بالسقط: وهي من أمراض البطن القديمة إن عرض قولنج يحصل بعد تناول
الاكل، وهو أن ينعقد الطعام في بعض الأمعاء فلا ينزل ويصعد بسببه البخار إلى الدماغ
فيؤدي إلى الهلاك ويقال فيه قولون، وقيل ينشأ هذا المرض نتيجة أكل اللحم الني أو
العجين بصفة خاصة، نتيجة الجوع أو غيره.
وكانت
طريقة العلاج تتم بالكي بواسطة النار على موضع خاص بالبطن إلى جانب اتباع نظام
غذائي دقيق، يشتمل على الامتناع عن الاتصال بالنساء، وأن يتناول لحم الخروف المخصي
فقط، واستخدام السمن البري دون غيره، وكذلك استعمال دقيق البر الخالص، إذا أخل بشرط
من تلك الشروط السابقة فإن المرض أن يعود.
وقيل
اللجوة (انسداد الأمعاء) فكانت تُعالج بأكل خليط من التمر والنوى المجروش وسمن
الغنم، وربما الرشاد والليمون، هذا إذا كانت خفيفة، أما إذا كانت مستعصية فلم يكن
لها علاج سوى الكي، ويذكر أن بعض المعالجات يمرخن موضع الطعام المنعقد بأصابعهن في
الصباح على الريق حتى يتفتت ولكنها طريقة مؤلمة جدا.
وقيل
ان (اللجوة) هي طعام ابتلعه الطفل دون مضغ سليم مما ادى الى ان يلجي (اي يلتصق)
بالأمعاء مانعا الطفل من الاستفادة من طعامه ومسببا له الغثيان وانسداد الشهية
وغالبا ما يعالج بالملينات وبالاستفراغ وبالمسهلات مثل زيت الزيتون وزيت الخروع
والعشرج " السنامكي".
والحمية عن أكل اللحوم وكل ما هو ثقيل على المعدة وتنصح بشوربة الشوفان الساخنة.
وتسمى
في الحجاز السقط بتشديد السين وتسكين القاف وتعالج بجس البطن على الريق ثم الامساك
بهذا الالم ويكون شكل قاس لكنه يتفتت عند الضغط عليه وهو مؤلم للمريض ويحتاج الى
خبرة ومعرفة، ويسمون طريقة علاجها بـ “كسر السقط"
ومما
ذكر في مسببات حدوث الانسداد في الأمعاء عديدة:
* حدوث
التصاقات بجدار الأمعاء عقب إجراء عملية جراحية سابقة في البطن.
* وجود
فتق بالأمعاء.
* مرض
كرون الذي يتسبب في حدوث التصاقات بالأمعاء أو ضيق والتهابات بها.
* وجود
أورام حميدة أو خبيثة بالأمعاء.
*
تداخل الأمعاء لدى الأطفال في حالات الإسهال.
*
التفاف الأمعاء حول بعضها (انفتال الأمعاء).
* وجود
أجسام غريبة بالأمعاء (مثل حصوات المرارة في حالة انسداد الأمعاء الصفراوي أو أجسام
أخرى من الممكن أن يكون المريض قد ابتلعها).
*
حالات الإمساك وانحشار البراز وتصلبه.
القُولَنْجُ في معاجم اللغة: مَرَضٌ مِعَوِيٌّ مُؤْلِمٌ يَعْسُرُ معه خُروجُ
الثُّفْلِ والرِّيحِ، مرض معوي مؤلم يصعب معه خروج البراز والريح وسببه التهاب
القولون.
القُولَنْجُ: " عَجَميّة “مَرَضٌ " مشهور " مِعَويّ " منسوب إِلى المِعَي" مُؤْلِم
" جدّاً " يَعْسُرُ معه خُرُوجُ الثُّفْلِ والرِّيحِ “.
وفي
مقال للدكتور الدكتور سليم بن طلال: يعرف القولنج[3]
في كتب الطب العربية بأنه مرض معوي مؤلم، يتعسر معه خروج ما يخرج بالطبيعة، السبب
فيه في الأمعاء الغليظة (القولون) فما يليها، ويعدون من أسبابه: الريح المعترضة،
والالتواء، والديدان، وزحير المستقيم وورمه، وقد ينشأ أيضا بالمشاركة مع أمراض أخرى
مثل أمراض الكبد والمثانة والطِّحال والكُلَى، وهناك بعض الأطعمة تهيئ الأمعاء
للقولنج، وخصوصاً الريحي، وهي: البقول والفواكه الرطبة والشراب الكثير المزاج.
وبهذا
التعريف الواسع له يشمل نوعان أو تصنيفان قديمان منه وهما: القولنج البلغمي
والقولنج الريحي ويشبهان لحد كبير ما نعرفه في الطب الحديث باسم تقلص القولون
العصبي، وهناك نوع ثالث منه هو القولنج الورمي ويشبه لحد كبير التهاب الزائدة
الدودية، وقد وصف الأطباء المسلمون أعراضه وهي: وجع متمدد في موضع واحد، مع ثقل
وضربان والتهاب وحمى شديدة وعطش شديد وحمرة في اللون واحتباس في البول.
ومن
أهم علامات القولنج التي حرص الأطباء المسلمون على ذكرها هي: القراقر ويقصد به
الانتفاخ، والبنادق ويقصد به الاحتباس، وأوجاع القولنج كما حددها ابن سينا عند
تفريقه بين القولنج وحصاة الكلى كبيرة تبتدئ من أسفل ومن اليمين وتمتد إلى فوق وإلى
اليسار، وإذا انبسط استقر يمنة ويسرة، والبعض يختلف في ذلك.. وآلام القولنج تبتدئ
دفعة واحدة وفي زمان قصير، وتبدأ علاماته أولا ثم أوجاعه المتحركة، وفي علاج
القولنج يحذر ابن سينا من أخذ المسكنات فهو ليس علاجاً حقيقياً ويعتمد على أخذ
الدواء وبخاصة الحقن ووضع الجسم في حالة من الانحناء أ.ه.
وفي
الحاوي: القولنج يكون إما من خلط غليظ أو من ريح وإما من مرار حار وإما لثفل يابس
وإما لورم في المعي ، وفي موضع آخر إن عرض قولنج بعد تناول الطعام فمرهم بالقيء فإن
الطعام إذا خرج عن المعدة في الأمراض المزمنة سكن أكثر الوجع ولم يطل به سبيه طوله
والطعام يبقى في معدته وإن كان العليل جيد البضعة فافصده ويجب ان يكون في طعامه
الزيت فإنه لهم نافعاً وأكثر الحبوب رديئة واللحوم غير موافقة لهم فإن كان ولا بد
فالطير الخفيف والسمك الصغار، والماء البارد ضار لهم في الغاية وحب الصبر يدمنونه
عند النوم فإنه نافع لهم جداً، والضماد الخردل يوضع على البطن ويترك حتى يسقط
ويستعمل أيضاً الكي أسفل السرة ويمنع أن يلتحم أياماً كثيرة لتخرج منه رطوبة كثيرة
فينفعهم الرياضة
وتضرهم التخم وكثرة الشراب والماء المالح نافع أ.هـ.
يعالج
مريض القولنج ويسمى بالعامية في بعض المناطق (الفقاره) بالكي أربع كيات حول السرة،
والبعض يكويه في الجانب الايسر فوق القولون النازل من الامام جهة البطن ومن الخلف
جهة الظهر أو في موضع الألم في القولون الصاعد أو المستعرض أو النازل او المستقيم
حسب حالة المريض.
يقول مهذب الدين البغدادي في المختار في الطب: فصل في الاستسقاء اللحميّ، هذا النوع
من الاستسقاء الذي يعظم فيه البطن، والاعضاء كلها ترهل وترم، وسببه ضعف الكبد عن
هضم ما يرد عليها من كيموسات الاخلاط إمّا بسبب سدد، أو لسوء مزاج بارد، أو ورم، أو
ضعف عن امراض أنهكت بعد هضم الطعام، وإذا لم ينجع العلاج بالدواء ولم يمكن صاحبه من
البزل، فينبغي أنْ يكوى على المعدة والكبد والطحال وقعر المعدة وعلى السّرة خمس
مكاوي بعضها مكاوي حديد وبعضها من خشب البلوط.
ويقول ابن سينا في القانون فصل في علاج الاستسقاء الزقي:
الغرض العام في معالجتهم
التجفيف وإخراج الفضول ولو بالقعود في الشمس حيث لا ريح واصطلاء النيران الموقدة من
حطب مجفف والأكل بميزان وترك الماء وتفتيح المسام والازدراد المتواتر وإسهال
المائية بالرفق وبالتواتر والصابرة على العطش وتدبيره والامتناع من رؤية الماء فضلا
عن شربه ما أمكن ... وإذا استفرغت عشرة أيام بشيء من المستفرغات الرقيقة وبألبان
اللقاح ومياه الجبن وغير ذلك فنقص الماء وخص الورم فمن الصواب أن يكوى على البطن
لئلا يقبل الماء بعد ذلك ويكون الكي بعد الحمية وترك المسهل يومين أو ثلاثة وهي ست
كيات: ثلاث في الطول تبتدأ من القص إلى العانة وثلاث في العرض من البطن وليصبر بعده
على الجوع والعطش.
وصورة المكواة
التي تكوي بها البطن تكون مسمارية على ما تقدم صورتها، والتي تكوي بها الظهر تكون
زيتونية، إن شاء الله تعالى.
ويقول ابن القف في كتاب العمدة في الجراحة:
هذا النوع من الاستسقاء (الزقي) هو الذي ينتفع بالكي فقط وهو ان الطبائعي إذا
استعمل فيه انواع معالجته ولم يظهر لها فيه نجع فليس له علاج سوى الكي وهو ان يحمى
المكوى المسماري ويكوي به أربع كيات حول سرته وواحدة على المعدة واخرى قبالة معدته
ويكون قدر الكي قريبا من ثخانة الجلد ثم يترك الموضع مفتوحا لتخرج المادة اولا فأول
غير انه لا ينبغي ان يجعل خروجها دفعة خوفا من اجحافه بالقوة ثم سقوطها.
*
الاستسقاء الزقي هو اجتماع الماء في تجويف البطن، وله أسباب كثيرة أهمها إعاقة دورة
الدم أو وجود التهاب مزمن في البريتون أو في الكبد أو في الكلى أو في قناة الهضم.
ويجب تمييز الاستسقاء عن ورم البطن فإن في الاستسقاء يكون البطن لامعاً متساوياً
ويتغير وضع الورم بتغير وضع المريض.
مرض يصيب البطن بالغازات الشديدة والالم ويسبب الضعف، وعلاجه بالكي أربع حول السرة
بعرض اصبع وأربع أخرى بعرض اصبعين.
الهُلاَسُ: شِبْهُ السُّلالِ من الهُزَال،
والمَهْلُوس من الرجال الذي يَأْكل ولا يُرى أَثرُ ذلك في جسمه، ورجل مَهْلوس العقل
أَي مسلوبه، وقيل الهلاس الدقة والضمور في الجسم والهذيان من شدة المرض أو الحزن.
ذكر الاصبهاني في الأغاني: تعشق كثير
امرأة من خزاعة يقال لها أم الحويرث فتزوجت من رجل غيره، فأخذه الهلاس
فكشح (كوى)
جنباه بالنار فلما اندمل من علته وضع يده على ظهره فإذا هو برقمتين فقال ما هذا
قالوا إنه أخذك الهلاس وزعم الأطباء أنه لا علاج لك إلا الكشح (الكوي) بالنار فكشحت
بالنار فأنشأ يقول:
عفا الله عن أم الحويرث ذنبها ... عـــلام
تعنيني وتكمي دوائيـا
فلو آذنوني قبل أن يرقموا بها ... لقلت
لهم أم الحــويرث دائيا
وفي كتاب مصارع العشاق:
كان مسافر بن أبي
عمرو بن أمية يتعشق جاريةً من أهل مكة، فنذر به أهلها، فهرب، فلحق بالحيرة بالنعمان
بن المنذر، فاعتل هناك بالهلاس، فجمع له النعمان أطباء الحيرة فأجمعوا على كيه،
فكوي فبرأ، ثم إنه قدم عليه رجل من أهل مكة، فقال له: ما فعلت فلانة؟ قال: تزوجت،
قال فشهق ومات في مكانه.
الناقر
ويسمى الخاطر والواثب وهو من الامراض الباطنية (نزلة معوية) وأعراضه الوهن والضعف
وعدم الرغبة بالأكل واستفراغ ومغص وإسهال إذا أجبر على الأكل ، ومن أعراضه أيضاً
برودة في القدمين، وسبب المرض يحصل إذا استمر الشخص جائع لمدة طويلة فيحصل له تلبك
معويه مما يؤدى الى الاسهال والاستفراغ، وهذا المرض يصاب به غالبا في ايام عيد
الفطر بعد شهر من الصوم وعلاجه بالتوشية؛ وهي ملامسة أو كي أظافر أو أصابع اليد أو
الرجل بواسطة حديد ساخنه أو بواسطة عوداً به جمرة، ويعالج أيضا بالوسم أي بكوي
الرجل في أسفل العقب وهذا هو الكي المشهور لهذا المرض.
يسمىى في بعض المناطق مرض في المعدة بالأكلة وهي تناول طعام لا يوافق الجسم ويسبب له الاوجاع، ويكوى في البطن مقابل رأس
المعدة، ويقابلها أيضا في منطقة الظهر.
وفي كتاب فاكهة ابن السبيل: ينبغي إذا كانت المعدة كثيرة النزلات من الرطوبة وطال
ذلك على صاحبه ولم تنجع فيها الأدوية المسخنة المجنية فينبغي أن تستعمل الكي وهو أن
تأخذ مكوى من حديد وتحميه ويكوی بها كية تحت الغضروف الشبيه بالحنجرة، وكيتين أسفل
من ذلك حتى يكون شكل الكيات شكلا مثلثا ويكون عمق الكي تحت الجلد كله، وقد كان
كثيرا من الأوائل يكون على فم المعدة نفسه ست کيات كبيرة.
أظن
المقصود به مرض "قرحة المعدة" وهو يصيب المعدة بألم شديد مع استفراغ دائم يزيد
تدريجيا وربما يخرج معه بعض الدم وعلاجه الكي بالنار على البطن.
يقول الزهراوي في كيّ الإسهال: إذا كان الإسهال من برد ورطوبات حتى أضعف القوى الماسكة والهاضمة التي في المعدة والأمعاء، وعولج ذلك بضروب العلاج ولم يبرأ، ورأيت العليل محتملاً للكي، وافر القوة، فأكوه كية كبيرة على معدته، على ما تقدم في كي المعدة بمكواة الدائرة، وأربع كيات حول السرّة لطاف بالمكواة المسمارية اللطيفة، وكية على القَطَن فوق العصعص كبيرة أو كيتين، فإن رأيت الرطوبات وافرة والعليل محتملاً لذلك، فأكوه كية على العانة، وكية على كل خاصرة، وربما زدت كيتين صغيرتين على المعدة بقرب الكبيرة، فإنه علاج منجح لا يخطئ نفعه إن شاء الله تعالى أ.ه.
ﻳﻌﺎﻟﺞ
ﺍﻻﺳﻬﺎﻝ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﻣﺤﻠﻴﺎ ﺑﺎﺳﻤﺎﺀ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻣﻨﻬﺎ "ﺯﻫﺎﺭ، ﻣﻠﻄﺔ، ﺳﻘﺎﻡ، ﺑﻮﺻﻔﻲ" ويعالج ﺑﺎﻟﻮﺳﻢ
ﻣﻄﺮﻗﺎ ﺗﺤﺖ ﺍﻟﺴﺮﺓ ﻭﺍﺫﺍ ﺭﺍﻓﻖ ﺫﻟﻚ ﻣﺮﺽ ﺍﻟﻨﻔﺎﺥ ﻭﻳﺴﻤﻲﻣﺤﻠﻴﺎ (ﺍﺭﻳﺎﺣﻪ، الغثه) ﻳﻮﺳﻢ ﻣﻄﺮﻗﺎ
تحت ﺍﻟﺴﺮﺓ بعرض اصبع أو اصبعين ﻭﺍﺧﺮ ﻓﻮق ﺍﻟﺴﺮﺓ بعرض اصبع أو اصبعين.
تصيب
الأطفال حديثي الولادة أو صغار السن واعراضها انقطاع الشهية، تغير بلون البشرة قلق
بالنوم، فزعات بالنوم، بكاء بدون سبب، تعكر النفسية، ذبول بالجسم وممكن امساك في
بعض الحالات، رائحة برازه وفمه عفنة جداً، وعلاجها اما بالكي "الترقيش" او الزيت
الذي طبخ فيه الحبة السوداء والحلتيت.
مرض
يصيب الاطفال ومن أعراضه انتفاخ في البطن، امساك، ترجيع، يستفرغ الطفل الحليب، ضمور
وبروده في الاطراف، العلاج أربع كيات حول السرة وثلاث أسفل الظهر واثنتين عند
المتون (في الاكتاف).
وقيل
الاخت ، اخية البزران (الأخية) ، وتسمى عند البعض العفنة أيضا، وهي توقف المعدة عن
العمل بدرجات متفاوتة بعضها يفضي الى هلاك الطفل ، والخفيف منها يسبب الضعف وعدم
النمو بالشكل الصحيح ، وإذا لم تعالج تكون ملازمة للمريض عمره كله ، اعراضها:
انتفاخ البطن، وضوح عروق البطن، ذبول في الوجه وشحوب في العينين ،البراز صفار الى
أخضر، ومرات يكون اسهال وكانه روث البقر، وأفضل علاج لها الكوي بالنار في جميع
أنحاء البطن، ولكن يكون الكوي خفيفا لذعا سريعا برأس المخيط أو عود صغير أو ما
شابهه، ولا يكون كما يفعله بعض الجهال بالكي بالحديدة الغليظة فهذه الطريقة قد تكون
سببا في وفاة الطفل .
وأظن
أن اسم المرض طبيا وبالمفهوم العلمي هو اعتلال معوي غلوتيني (Gluten
sensitivity) وهو اضطراب في جهاز
الهضم ينجم عن عدم تحمل مادة تسمى الغلوتين (الدَّبَق) التي توجد في القمح
ومشتقاته، وله عدة تسميات منها: التحسس للغلوتين، التحسس المعوي للقمح، اعتلال
الأمعاء بالغلوتين، الإسهال غير الاستوائي، ويطلق عليه اسم داء بطني في حال تطوره
ليشمل أعراضاً خارج الجهاز الهضمي.
ويسمى
في بعض المناطق الصار والشغار، وينتج اليرقان من الانحلال الزائد لخلايا الدم
الحمراء الذي يتسبب في ازدياد تركيز البليروبين في الدم، ويحدث اليرقان الكبدي
عندما يكون الكبد مصاباً كما هو الحال في التهاب الكبد، ولهذا لا يستطيع ان يفرز
الصفراء الكافية، ويتجمع البليروبين في الجسم ويسبب اليرقان، ويتسبب انسداد قنوات
الصفراء في اليرقان الانسدادي، وقد تتسبب حصاة المرارة في هذا الانسداد.
ويعالج
اليرقان بالأعشاب مثل قثا الحمار أو بالكي، وموضع الكي يختلف من معالج الى آخر،
وربما يتفقون في بعضها، ويكون بالكي في أحد الأماكن التالية:
- يكوى
على الكف من اليد اليمنى مما يلي مفصل الخنصر من الجانب الوحشي.
- أو
يكوى المريض قبل العظمة البارزة عند مفصل الكف من جهة الخنصر من الجانب الوحشي في
كلتا اليدين.
-
أو يكوى المريض بعد العظمة البارزة التي
عند مفصل الكف بعرض إصبع في اتجاه الزند من الجانب الوحشي في كلتا اليدين.
- أو
يكوى في أعلى الزند أربع أصابع أسفل المرفق.
الحمية
لمدة سبعة أيام، ويأكل الرز "الشيلاني " المطبوخ بالماء مع اللبن يضاف إليه كركم
مسحوق، وأيضا يطبخ أطراف شجر العاقول " الشوك " ويشرب منه صباحاً ومساء.
والذي
يظهر لي أن الشفاء من أكثر حالات أبو صفار إنما هو بعامل الوقت لا بسبب الكي.
يقول
محمد حسين زيدان[5]في
مقال له بعنوان التطبيب في البادية أو النار والعطار:
علاج
اليرقان بالكي: هناك اليرقان - الصفراء - رأيت مئات الأشخاص يأتون وجوههم كالهرد..
كالكركم أصفر اللون، العيون صفراء.. الطبيب يعرف الصفاري والناس يعرفون الصفاري
واليرقان، قد رأيت مئات من الناس يتشافون بالكي، والكي أيضاً في نهاية الإبهام -
الأصبع الكبير في اليد، في الحفرة والتي يسميها البعض حفرة النشوق.
أغرز
يدك الثانية في الحفرة كالصورة الموجودة الآن.. لعلّي أضع عليها رقم 2 كوية بسيطة
بالمسمار وكوية أخرى يتشافى المريض باليرقان مئات من الناس شيبان أنا قد تعاملت قبل
سنوات قبل أن تكثر عندنا المستشفيات والأطباء العارفون، كويت 16 شخصاً شفاهم الله..
يعني الشفاء مائة في المائة.. منهم رجل بلغ فوق السبعين وهو أخونا وصديقنا يونس بن
حمد.. لقيته مرة في سوق حراج مكة عند السبع أبيار وهالني الاصفرار عليه.. قلت له يا
عم يونس تعالى لي بكرة الصبح على الريق أكويك.. فجاء العم يونس.. فحميت المسمار على
النار وكويته باليد.. فشفاه الله، ستة عشر شخصاً أكثرهم حي إلى الآن أ.ه.
ويقول الرازي في الحاوي :
الفتق ويسمى قيلة الثرب أو قيلة الأمعاء وإن نزلت فيه مائية سمي قيلة الماء ،
وأصحاب العلاج باليد إذا كان الفتق في الأربية وكان صغيراً يشيلون المعي إلى فوق
ويكوى موضع الفتق لتكاثف ذلك الثقب ولا ينزل منه المعي ويشدونه بلجام حتى يبرأ موضع
الكي ويصلب ثم يحلونه لئلا يندفع لهؤلاء، وفي موضع آخر يقول: إذا كانت القيلة صغيرة
في الأربية فإن المعالجين يشيلون المعي إلى فوق قليلاً وتكون الأربية الآلمة لتكاثف
الثقب الذي ينزل فيه الأمعاء بالكي، فإن كانت كثيرة فإنهم يشيلون المعي ويربطونه
بلجام قوي لئلا يرجع ثم يكوون موضع الفتق ولا يحلون اللجام حتى يبرأ .
ويقول ابن سينا: وأما الكي القوي فيردم بالخشكريشة القوية ويزيل الفتق ويضمره
ويقبضه.
وفي تذكرة داود:
فتوق وتسمى القرو والقيلة والأدرة وقيل القرو الماء والقيلة اللحم والأدرة نزول
الثرب والفتق تعمها.
ويقول الكي هو إما على وجع غائر أو لقطع مادة ككي الماء أو إذهاب لحم فاسد أو حبس
فتق وفى كل يجب تحرى الآلة والمحل ويجوز في الفتق في سائر الأوضاع البدنية.
ويقول في موضع آخر (في علاج الفتق) لا شيء لمبادئ الفتق مطلقا أولى من الجوع
وقطع الأسباب السابق ذكرها وشد البطن وتقليل الشرب والمرق والجماع والنوم على الوجه
ثم يبادر إلى الكي في الثرب والمعي.
ويقول الزهراوي:
أما الفتوق التي تحدث في سائر البطن، وكان مبتدئاً وأردت ألا يزيد، فاكوِ الفتق منه
كية مستديرة على قدره، وليكن ما تحرق من الجلد مثل ثلثيه، ثم عالجه بما ذكرنا فإنه
لا يزيد إن شاء الله ... وقد ذكر بعض الأوائل أن يكوى الفتق بمكواة مثلثة.
بعد أن تعلّم على الفتق بالمداد، وتصيّر الخط الذي بالعرض في الجانب الأعلى من
الفتق، والخط الآخر إلى أسفل، وتترك يدك في الوسط بكية واحدة مسمارية، والكي الأول
أسهل وأفضل إن شاء الله تعالى.
ويذكر مهذب الدين في كتاب المختارات في الطب فصل في القرو والدوالي:
إن القيلة الحادثة عن نزول المعي في فتوق الصفاق التي في الحالبين والثرب لا تكاد
تبرأ لأن الثقبين اللذين تنزل فيهما عروق أوعية المني والبرنجين قد يتسعان بسبب؛
سخافة ورخاوة وذلك ربّما نجع فيه العلاج؛ او لانخراق فيسع أن تنزل فيه قطعة من
المعي او الثرب الى صفاق الانثيين ويكون ممتدّاً منتصباً. وربّما قتلت على سبيل ما
يفعله أرياح القولنج في القولون، وربما نزلت الريح وحدها من غير نزول معي او نزلت
قطعة من الثرب، وربما كان النازل رطوبة مائية ترشح وتجتمع في صفاق الخصية كما يكون
في المستسقين، وربّما نبت هناك لحم وصلب وصار منه أدرة صلبة، وربما غلظ الصفن في
نفسه وعظم وتدلى من غير نزول جسم او اجتماع لحم فأشبه أدرة اللحم، وربّما عظمت
العروق وامتلأت كما تمتلئ عروق الساق وتصير منها أدرّة الدوالي. وسبب هذا الاتساع
في ثقبي المراق هو كما علمته من سبب الفتق اما لرطوبة غالبة مرخية مخلخلة وهو اهون؛
او لانخراق بسبب وثبة او صيحة او تزحر خاصة على امتلاء وهذا لا يبرأ.
العلامات: علامته ما كان عن رطوبة وسخافة وتخلخل، أن يحدث قليلاً قليلاً، ولا يكون
معه ألم وكأن شيئاً انشق وانفتق ويؤلم موضعه ويحس كأن فيه جرحاً قد ذر فيه الملح.
وامّا علامات الأدر،
امّا المعائي فيحس الانسان إذا حبسه كأن شيئاً منتفخاً قد ملأ المكان وإذا قام
وغمزه مع رفع رجليه وكبسه دخل صاعداً في الثقب فان كان مع ريح قرقر وسمع دوّيه،
وأكثر ما ينزل من المعي الاعور؛ لأنه غير مربوط. وامّا الثربي، فيكون أشد ممانعة
واعصى وأصغر حجماً وانزل في عمق الخصية ولا ينزل الاّ قليلاً قليلاً بخلاف المعائي
وامّا إذا نزل الثرب بأسره او جزء عظيم منه يملأ المكان فهو رديء عسر البرء.
والرّيحي يكون خفيفاً ويندفع سريعاً تحت الغمز، ويدور دوراناً يحدث منه القراقر
ويعود سريعاً من غير مزاحمة و هو في الاستلقاء و غير الاستلقاء سواء بخلاف المعائي
و الثربي.
و قيلة الماء تتمدد و يمتلي فيها الصفن لا في باطنه، و امّا قيلة الدوالي فبامتلاء
العروق و التوائها التواءً عنقودياً، و ما كان في الشرايين فالغمز يبدده بخلاف
الأوردة.
العلاج:
الفتق إذا كان عن انخراق الصفاق فلا يقبل الالتحام، ولا هو في مكان يحتمل الخياطة
كالفتق في المواضع العالية بل يقوّى بالأضمدة المذكورة في باب الفتق ويشد، واقوى
العلاج علاجه بالكي على ما أصف في آخر هذا الفصل. وإذا نزل المعي او الثرب، فينام
الانسان على ظهره ويرفع رجليه ويضعهما على الحائط ويعلى ما نزل من المعي او الثرب
بالرفق، فان عسر فيجلس العليل في الماء الحارّ او يكمد بخرق مغموسة في الماء الحارّ
فان اجاب كان سهلاً، والا اخذ انسان قوّي رجلي المريض ورفعهما وهزّهما
هزّاً قويّاً و
نفضه الى قدام فانه يعود، و يشد بالرفائد و العصائب و لا بدّ لما كان واسعاً من
لحام لا يزال مشدوداً به.
وينبغي لصاحب هذه العلة ألا يتمّلأ من الطعام ولا يدخل الحمّام ولا يجامع عليه ولا
يتحرك حركات عنيفة ولا يصيح، ويتجنب الاغذية النافخة الغليظة والقابضة والحابسة
للطبع، ويلزم الضماد المذكور في باب الفتق.
وامّا قيلة الرّيح، فيكمد الموضع فيها بخرقة مغموسة في ماء حارّ قد طبخ فيه
الشيح والفودنج والسعتر ويترفق به حتى يعود الرّيح، ويتجنب صاحبه الاغذية النافخة
والشراب الحديث، ويستديم لين الطبع.
وامّا القرو المائي، فينفض البدن باستفراغ المائية، ويضمد الموضع بالأضمدة المحلّلة
للماء وهي الأدوية المذكورة في باب الاستسقاء الزّقّي.
امّا القيلة المائية إذا كانت في الأطفال فقد قيل: إن المقل العربي يطلى به بريق
الانسان الصائم فتحلل المائية و الأدوية التي تستعمل أطلية.
فان نفعت الأدوية وإلاّ فلا بد من البزل، بأن يبضع الموضع الخالي من الدرز لمّا
في يمنة الدرز او يسرته متورباً بمبضع عريض ويستسقي في اخراج المائية. وربما جففت
الماء بالكيّ، بأن يكوى الصفن بمكوى دقيق مستدير على الصفن بعد ما تلزم الخصية
تبعدها مهما أمكن ثم تضع المكوى المستدير في مرة واحدة، و ربّما كوي بعدّة مكاوي و
ربّما سلخ الجلد و كوي الصفن نفسه.
وامّا كي موضع الفتق الذي في الأربية فهو من الفرائض إذا لم تنجع الأدوية
المقوّية القابضة خاصة إن خيف كثرة ما ينزل من المعي والثرب واحتباسه، فانه يرد
ويكوى الموضع المستدير على الفتق لينشف الرطوبات ويتكمش الموضع ويضيق فلا ينزل معه
المعي والثرب.
و صفة كيّه أن يعتمد الإنسان وقتما يبرز المعي و الثرب، بأن يوقف العليل منتصباّ ثم
يأمره لأن يتشاغل و يهتز لينزل، ثم تعلم بما استدار عليه بالقلم بشكل مثلث يكون احد
اضلاعه ما يلي البطن و زاوية المثلث ما يلي تحت، ثم تعلّم بنقطة وسط المثلث، ثم
تبتدئ تكوي الموضع الذي في الوسط بالمكوى المسماري، ثم يكوى ما استدار المثلث
بمكاوي الحرف، ثم يكوى وسط المثلث بالمكاوي العدسية حتى يملأ المكان و يكون عنده من
ينشف الرطوبات السائلة بخرقة، و ينبغي أن يكون الكيّ في عمق المكوى حتى يبلغ الثرب
ان كان العليل معتدل الخصب، فأما إن كان سميناً فانه يغلظ، لسرعة ظهور الشحم بأدنى
الكيّ، وإن كان ضعيفاً يتوقع فيه ظهور الشحم ولا شحم به لهوال مراقه، بل يعتمد ذلك
في معتدلي السحنة، فإذا كوي الموضع حشّاه الكراث و الملح المدقوقين و يشد عليه
الرفائد واللحام، ثم بعد ذلك تستعمل الأدوية التي تبري الكيّ مثل العدس المحوق وغير
ذلك.
وامّا علاج القرو اللحمي، فينبغي أن يعالج بعلاج الأورام الجاسية بفصد العليل
ويستفرغ ويضمد بالحلبة وبزر كتان والبابونج والمقل والميعة وبمرهم الدياخليون
والشحوم المليّنة، والقيء الكثير نعم الدواء لهذه العلّة.
وامّا الدوالي، فيعالج بما يعالج بها دوالي الرجلين، من الفصد واسهال السوداء
وفصدها نفسها، وارسال دم صالح منها، ثم ضمادها بدقيق الحلبة والباقلى وبزر الكتان
ودقيق الخطمي والمقل وشحم الماعز، ويمرّخ بالأمخاخ والشحم ويطلى بمرهم الباسليقون
أ.ه.
ويقول
محمد حسين زيدان يرحمه الله في مقال له بعنوان التطبيب في البادية أو النار
والعطار: علاج الفتاق بالكي الفتاق؛ معروف بأنه تمزق يصيب الأطفال ويصيب الرجال، من
الغريب أنه يعالج بالكي.
كان
والدي يرحمه الله يأتيه المصاب بالفتاق وهم كثر كثر بالمئات في أكثر من خمسين سنة
أو ستين سنة أنا عاصرت منها أكثر من عشرين أو ثلاثين سنة.. يأتيه الناس وكان يضع
المسمار في النار فإذا احمر كواه بين خنصر القدم وفي الحفرة التي تنتهي بين الخنصر
والبنصر في القدم كوية بسيطة، وكوية ثانية يرتفع الفتاق.
ليس هم
من العوام أو البادية بل الكثير من المتحضرين ومن كبار السن أنا شاهدتهم، وأذكر
قصة.. جاء الدكتور معاذ رئيس البعثة المصرية إلى التكية المصرية وكان ناظرها
إسماعيل لطفي شاباً متحضراً أصيب بالفتاق فبواسطة السيد محمد صفوت أخذه إلى أبي
وكواه فارتفع فقص القصة على الدكتور معاذ.. أنكرها فأراه الكي وأراه وكشف عليه وقال
نعم كان هنا فتاق فارتفع الفتاق.
لماذا
الكي يكون في هذا المكان بين خنصر القدم والبنصر في تلك الحفرة التي بين الأصبعين؟.
عملية تمت تشافى منها مئات ومئات، وأنا فعلاً قد عالجت خمسة أشخاص مصابين بالفتاق
قبل سنوات أكويهم في نفس المكان وقد عافاهم الله.. هذه العملية أريد أن تبحث.. يكشف
على المكان الذي كواه.. ولو جربها بعض الأطباء ليعللوا لنا هذه النظرية ويعطونا
نظرية لهذه العملية.
[1]
نقلا عن مدونة العلاج بالكي
http://ironingtherapy.blogspot.com
[2]
* العصب السمبثاوى او العصب الودى
هو جزء من الجهاز العصبى اللا إرادى (اي يعمل دون تدخل ارادى منا)
[3]
يسمى في الطب الشعبي في الامارات
العربية "الفقاره"
[4]
لا يجوز الكوي على شكل الصليب ولا
مبرر له ويمكن بدل الصليب أن يكوى ثلاث كيات متقاربة.
[5]
محمد حسين زيدان: (1914 - 1992)، أديب وشاعر وناثر ومؤرخ وفيلسوف ونسّابة
وفقيه ومجرّب وعلاّمة في الإناسة وعلم الحديث ومنابر الخطابة والمحافل
والمجالس، ومن طلائع الخطاب النهضوي في الحجاز.
[6]
الفتق يسمى
hernia
والقيلة hydrocele
.
[7]
كتاب تسهيل
المنافع في الطب والحكمة؛ ابراهيم ابن عبدالرحمن بن ابی بکر الازرق ( بعد
890 هـ =
بعد 1485 م).
[8]
الفجرة هي ﻣﻜﺎﻥ ﺍﻟﺘﻘﺎﺀ ﺍﻟﺠﺬﻉ
ﺑﺎﻟﻤﻘﻌﺪ، وهي التجويف في أسفل الظهر.
في حالة نسخ أي صفحة من صفحات هذا الموقع الرجاء ذكر المصدر على النحو التالي
نقلا عن موقع الطب الشعبي