الشمم وعلاجه بالكبو والأعشاب

مرض الشمم

مرض الشمم لا أساس له في العلم الحديث وهو إعتقاد سائد ومفهوم خاطئ توارثه الناس جيل عن جيل، وهو يعود لأسباب ميكروبية ، إما التهابات بكتيرية أو أنه نوع من التحسس، والتفاعلات التحسسية يتأثر بها البعض ولا يتأثر به آخرون ،مثله مثل تحسس الجلد ، وتحدث عندما يتصل أحد المهيجات مع الجلد مثل.
- لسعات النحل ولنمل والحشرات الأخرى.
- الحساسية من الأدوية مثل البنسيلين والأسبرين.
- بعض أنواع المضادات الحيوية الموضعية وبعض المراهم.
- حساسية الطعام مثل حساسية الأسماك أو المكسرات.
- بعض العوامل المادية، مثل الضغط أو الاهتزاز أو البرودة الشديدة.
- أسباب وراثية وأخرى مناعية.
- العطور والمستحضرات التجميلية والبنزين.
- المنتجات الورقية، والدهانات، والمنظفات المنزلية.

ولكن مرض الشمم ثابت مشهور في الطب الشعبي خصوصا في منطق الخليج العربي.

والمراد بالشمم هنا مأخوذ من شم العطور: فإذا تعرض المصاب بجروح للعطورات أو أعشاب عطرية مثل الورد والمسك والريحان وأشدها الريحان يصاب بالشمم .

يقول الشاعر عبد الله بن زويبن الحربي:

عديـت مــن روس المـراقـيـب لحلوح *** لحلوح مــن روس المـراقـيـب فــاحـي

حولت في جرحيـن مغلـق ومفتـوح *** وطعون شلفٍ مـن جميـع النواحـي

 وشميت لي ريحٍ خطيرٍ على الـروح  ***  ريحــــــان والريحــان ســمٍ ذحــاحـي

الشمم أنواع:  منها شمم الأطفال وشمم النفاس وشمم الجروح

الشمم (مكر): التهاب يحصل للجروح بعد الولادة أو العمليات الجراحية، ويحصل عند بداية ظهور الأضراس (التسنين) عند الأطفال ويؤثر عليهم بالضعف والخمول والكسل ، ويحصل الشمم بعد قلع الضرس عند الكبار والتهاب اللثة واللوز عند شمهم للعطور النفاثة مثل الورد والريحان والمسك بل حتى أنهم يعتقدون أن لحم التيس الغير مخصي يسبب الشمم.

ويتسبب الشمم بالتهاب الجروح والقيح (الصديد، الوعي) وارتفاع الحرارة والأورام والغثيان والألم الشديد، ويكون أيضا سببا في تأخر التئام الجرح، وقد يتسبب الالتهاب بسبب الشمم إلى الوفاة أحيانا ، حتى الشخص المكسور إذا شم العطر يشتد عليه ألم الكسر.

ويسمى الشمم عند بداية ظهور الأضراس (التسنين) عند الأطفال بمرض الريح في الحجاز ، وهو خطير قد يفضي الى الموت.

الكبـــــو

الكبو في معاجم اللغة:

الكُبْوَةُ في كتاب المحيط في اللغة: المِجْمَرُ... وكَبّى ثَوْبَه: بَخَّرَه بالكِبَاء.

وفي لسان العرب: الأَكْباء للجمع والكباء ممدود فهو البَخُور ويقال كَبَّى ثوبه تكبية إِذا بَخَّره.

 وفي معجم مقاييس اللغة لابن فارس: يقال كَبُّوا ثيابَكم، أي بَخِّروها.

وفي كتاب العين: الكِباء: ضربٌ من العُود والبَخُور والدُّخنة.

الكبو في الطب الشعبي يطلق في الغالب على التبخر بدخان هدب الأثل اليابس لعلاج الشمم.

والكبو في العموم: عشبة أو مجموعة أعشاب تستخدم بخورا لعلاج ومقاومة مرض الشمم.

والكبو لا يتعارض مع تنظيف الجروح ووضع المراهم أو العلاجات الطبية.

والكبو في الطب الشعبي نوعان: كبو هواء، وكبو شمم.

كبو الهواء (بخور النفاس) : يستخدم في الأيام الأخيرة من النفاس والحيض ، وهو مكون من (خوا جوا +مرة +كمون + حلتيت "رطب أو يابس" + محلب + قشر بصلة + هدب أثل + فلفل هواء + عود هواء + ورق حنا "جميع هذه المكونات أو بعضها") يوضع الكبو على الفحم وتقف النفساء وتضع المدخنة بين قدميها، أو توضع المدخنة تحت كرسي مفرغ وتجلس النفساء على الكرسي وبكذا يدخل الكبو... طبعا تكون الملابس واسعة وتغطى بشرشف أو نحوه ، وفائدة الكبو للنفاس انه ينشف الرحم فيسحب الرطوبة والماء والهواء من داخل الرحم ويخفف الشمم (الالتهاب) . "لا تستخدم الا في الكبو فقط ويمنع استخدامها أكلا أو شربا "

أما كبو الشمم: فهو مثل سابقه ولكن بدون فلفل الهواء وعود الهواء، والحلتيت بكمية أكثر وبنفس الطريقة، إلا انه يستنشق ومن ثم يوضع من أسفل بين القدمين ، والبعض يكتفي بشم المرة وشرب منقوعها أو شم الحلتيت أو الصبر أو القطران أو التبخير بالكمون .

طرق علاج الشمم

أشهر العلاجات لمرض الشمم : مرة تشرب وتشم، حلتيت يشم، كبو يتبخر بهدب الأثل.

هدب الأثل: ومن طرق العلاج الشعبي للشمم وضع قليل من هدب الأثل اليابس على إناء فيه جمر، واستنشاق الدخان وتمرير الدخان على الجرح لمن يعاني من الشَّمم ، وتكرر هذه العملية مرة أو مرتين باليوم لبضعة أيام يبرأ بإذن الله ، ويفضل إضافة قشر البصل مع الهدب. 

المر أو المرة : مادة صمغية تفرزها أغصان أشجار المر ، النوع الجيد هو الذي يبدو شكله شفافا نظيفا ذا لون بني فاتح اما النوع الرديء فهو الذي تدخل فيه ألوان بنية أو سوداء ويبدو كأن فيه رمال.

شرب منقول أو محلول المر: تضع قطعة من المرة في قليل من ماء حتى تذوب، يشرب منه رشفة ويشمه ، ويمسح به قريب من الجرح ، والبعض يغسل الجرح بالمرة المنقوعة بالماء، ومنهم من يخلط المرة بالعسل ويضعه على الجرح  .

وفي الأمثال الشعبية : لا تسهر الحرة وفي بيتها مره.

الحلتيت : لحلتيت صمغ نبات كريه الرائحة والطعم ، مر المذاق ، أحسنه الرائق المائل للاحمـرار الذي إذا حل في الماء ذاب سريعا وجعله كالبن . وقيل أجود ما يكون منه ما كان إلى الحمرة ما هو صافياً شبيهاً بالمر قوي الرائحة  .

الحلتيت: شما فقط، والبعض يأكل منه قطعه صغيرة جدا ولا ينصح بذلك ، ويقال أن تناول الحلتيت بكثرة يعرض النساء الحوامل للإجهاض.

"الخوا جوا" هو نوع من النباتات ، ويكون على شكل شجيرات صغيرة الحجم، يتراوح ارتفاع كلّ شجيرة من أربعين إلى ستين سنتيمتراً، والجزء الفعال والمستخدم من هذا النبات هو الجذور المجففة مع استثناء الرايزومات من الجذور، وهذه الجذور قوية ويكون لونها بني مائل للحمرة، تكون على شكلٍ مقطع اسطواني، ويكون سمك الجذر عادةً ما بين ربع إلى نصف بوصة.

يوضع زيت زيتون على النار حتى يسخن ثم يوضع عليه الخوا جوا ثم نتركه حتى يغلي ثم يرفع عن النار حتى يبرد ويضاف اليه المره المطحونه... يستخدم في دهن الحلق من الخارج لأمراض اللوز والفم وكذلك يدهن به الأذن من الخارج وتدهن لثة الطفل في بداية التسنين، ويستعط به أو يمسح منه حول الأنف وحول الأذن ، ويمرخ به حول الجروح، والبعض يطبخه في الماء ويستخدم الماء مثل طريقة المرة.

الكمون: أكلا يسف القليل منه مع الماء والبعض يتبخر به ومثله الحبة السوداء.

القطران:  شـما .

حتى البواسير والشرخ تستشم وعلاجه: خوا جوا ومره وحلتيته وصبره وزيت زيتون وفازلين يعمل منه كريم ويوضع بقطنه على الجروح، يكتفي البعض بدهن حول الجرح وليس على الجرح نفسه.

الغريب في الامر أن المصاب في الغالب يتعافى من الشمم بعد إستخدام هذه العلاجات مباشرة "خلال ساعة أو نحوها".

يعتقد البعض انه ينبغي أن يتعطر أو يشم البخور أو العطور النفاثة قبيل العملية الجراحية بساعة أو نحوها ليحمي نفسه من الشمم ، وأيضا بعد العملية مباشرة في نفس اليوم لأنهم يعتقدون أن الشمم لا يصيب الجرح إلا بعد يوم أو يومين عندما يبدأ الجرح بالجفاف، والذي يتبخر أو يشم العطور بعد الكوي أو الجرح أو العملية في نفس اليوم تكون لديه مناعة ضد الشمم ، ولكن الحقيقة أن تأثير التحسس بالعطورات يختلف من شخص الى آخر ولذا لا ينصح بالتعطر لا قبل ولا بعد العملية لأن هذا التصرف قد يتسبب ويضاعف الإصابة به.

أنصح بعدم استخدام الاعشاب  مباشرة وبكميات كبيرة أو في الفم  خصوصا مع الأاطفال ،  جرب مسح اليد او القدم مسحة خفيفة منها  وأنتظر بعض الوقت للتأكد من عدم وجود حساسة مفرطة من هذه الأعشاب .

في حالة نسخ أي صفحة من صفحات هذا الموقع الرجاء ذكر المصدر على النحو التالي

نقلا عن موقع الطب الشعبي

الرجوع الى الصفحة الرئيسة لموقع الطب الشعبي