الـكي في كتاب العمدة في الجراحة
أمين الدولة أبوالفرج موفق الدين بن يعقوب ( ابن القف )
630- 685 هـ
الفصل العاشر في الكي
الكي علاج بالغ لمنع انتشار الفساد ولذلك صار يستعمل حيث لا تفي الادوية بما يحتاج اليه في التجفيف وآلة الكي تتخذ من الحديد ومن النحاس ومن الفضة والذهب واجودها جميعها الذهب لا لانه جوهر نفيس عالي الثمن بل لان التجربة قد شهدت بتوقيته للعضو بحيث انه لا يعقبه فساد ولا عفن كما يعقب غيره وان كان في هذا خلاف علي ما سنذكره فيما بعد .
( فوائد الكي )
1- والكي يقصد به امور خمسة احدها ان يمنع انتشار الفساد كما اذا حصل ذلك في بعض
اطراف البدن فانا نكوي نهاية وصوله الي العضو الصحيح فيمنع الفساد من السريان الي
العضو الصحيح وذلك لانه يضيق مجاري المادة وربما سد بعضها وهو ما كان قريبا من
الظاهر .
2 - وثانيها ليمنع مادة معتادة الانصباب من الانصباب الي عضو من الاعضاء وذلك كما يكوي الرأس فيمن يعرض له النزلات الي عينيه كثيرا وهو ان يحلق وسط رأسه ويكوي الجلد الى ان يبلغ اثر الكي الي العظم بمكاوي تشبه الزيتون فاذا سقط الجلد يحك العظم ثم يكوي الي ان يسقط منه شيء شبيه بالنخالة ان كانت النزلة قوية والا فلا.
3 - وثالثها لتسخين عضو قد برد مزاجه كما يفعل بالمعدة الرطبة فان الارطب مما ينبغي يجعل العضو ابرد مما ينبغي وكما يفعل بمفصل الورك في عرق النسا علي ما ستعرفه.
4 - ورابعها لحبس دم قد افرط خروجه وجريانه فانه يحدث علي فوهة المجري خشكريشة تحبس الخارج.
5 - وخامسها، لذوبان لحم فاسد قد عجزت الادوية عن ذوبانه وفي مثل هذه
الصورة يجب ان يدخل المجس المحمي الي حين يحس بألمه فانه نهاية اللحم الفاسد .
واعلم ان الموضع الذي يكون تارة يكون ظاهر وتارة يكون باطنا فان كان ظاهرا فكيه سهل
لانه يقع عليه المكوي عيانا وان كان باطنا كداخل الانف والفم والمقعدة والرحم فكيه
صعب جدا والطريق في ذلك ان تتخذ انبوبة من خشب وتطلي بمغرة مجبولة بماء ورد ويجعل
ثخانة المكوي دون فضاء الانبوبة وتدخل و يجعل طرفها على موضع الكي ثم يدخل المكوى
بحيث لا يصيب الانبوبة و يكوى به الموضع حتى لا يبقى فيه شىء من الفساد و يذهب و
يحس بالوجع فان احتاج الموضع الى الكى فيترك العمل الى حين برد الانبوبة و يتوقى
دائما فى الكي ان يصيب المكوى شيئا من الاعصاب و العضلات و الاوتار فان ذلك يوقع فى
ألم شديد و اللّه اعلم
متن کتاب العمدة في الجراحة - جلد 2 - صفحه 161
- ابن قف، امين الدولة بن يعقوب
ابن قف، امين الدولة بن يعقوب
ناشر:مطبعة مجلس، دائرة المعارف العثمانية
محل نشر:حيدرآباد - هند
يقول
ابن القف في الفصل العاشر في الكي
الكى علاج بالغ لمنع انتشار الفساد و لذلك صار يستعمل حيث لا تفى
الادوية بما يحتاج اليه فى التجفيف و آلة الكى تتخذ من الحديد و من النحاس و من
الفضة و الذهب و اجودها جميعها الذهب لا لانه جوهر نفيس عالى الثمن بل لان التجربة
قد شهدت بتوقيته للعضو بحيث انه لا يعقبه فساد و لا عفن كما يعقب غيره و ان كان فى
هذا خلاف على ما سنذكره فيما بعد :
و الكي يقصد به امور خمسة احدها ان يمنع انتشار الفساد كما اذا حصل
ذلك فى بعض اطراف البدن فانا نكوى نهاية وصوله الى العضو الصحيح فيمنع الفساد من
السريان الى العضو الصحيح و ذلك لانه يضيق مجارى المادة و ربما سد بعضها وهو ما كان
قريبا من الظاهر ، و ثانيها ليمنع مادة معتادة الانصباب من الانصباب الى عضو من
الاعضاء وذلك كما يكوى الرأس فيمن يعرض له النزلات الى عينيه كثيرا و هو ان يحلق
وسط رأسه ويكوى الجلد الى ان يبلغ اثر الكى الى العظم بمكاوى تشبه الزيتون فاذا
سقط الجلد يحك العظم ثم يكوى الى ان يسقط منه شىء شبيه بالنخالة ان كانت النزلة
قوية و الا فلا، و ثالثها لتسخين عضو قد برد مزاجه كما يفعل بالمعدة الرطبة فان
الارطب مما ينبغى يجعل العضو ابرد مما ينبغى و كما يفعل بمفصل الورك فى عرق النسا
على ما ستعرفه، ورابعها لحبس دم قد افرط خروجه وجريانه فانه يحدث على فوهة المجرى
خشكريشة تحبس الخارج، و خامسها، لذوبان لحم فاسد قد عجزت الادوية عن ذوبانه وفى مثل
هذه الصورة يجب ان يدخل المجس المحمى الى حين يحس بألمه فانه نهاية اللحم الفاسد .
واعلم ان الموضع الذى يكون تارة يكون ظاهر او تارة يكون باطنا فان كان
ظاهرا فكيه سهل لانه يقع عليه المكوى عيانا و ان كان باطنا كداخل الانف والفم و
المقعدة والرحم فكيه صعب جدا و الطريق فى ذلك ان تتخذ انبوبة من خشب وتطلى بمغرة
مجبولة بماء ورد و يجعل ثخانة المكوى دون فضاء الانبوبة.
المقالة الثامنة عشر في الكي
على سبيل التفصيل وتنقسم الى خمسة فصول
الفصل الاول
كلام كلي في كي وفي كي القحف ، الفصل الثاني في
كي الوجه ، الفصل الثالث في كي الفم والرقبة، الفصل الرابع في كي الصدر والبطن ،
الفصل الخامس في كي مواضع آخر من البدن.
الفصل الاول كلام كلى فى الكي و فىي كي
القحف
اما الكى فهو علاج عظيم فى تجفيف الرطوبات غير
انه لا يجب ان يستعمل الا بعد اعتبار شرطين احدهما بعد الثقة بنقاء البدن و ثانيهما
بعد اليأس من ان الادوية لا تفعل ذلك الفعل ثم له وقتان ضرورى و اختيارى فالاول
يستعمل فى اي فصل كان غير انه يجب ان يحتال فى تدبيره و امسكن المكوى بانواع الحيل
خوفا من تسخين النار و الثانى افضل اوقاته زمان الربيع .
و اما آلة الكى فالذى اتفق عليه الاوائل من
الاطباء ان افضل ذلك الذهب قالوا وذلك لانه لم يتقرح العضو متى كوى به و خالفهم فى
ذلك الزهراوى و قال الحديد افضل قال وذلك لوجوه اربعة
- احدها ان الذهب لحمرة لونه لم يعرف مقدار
النار المحتاج اليها فى العلاج
- وثانيها ان البرد يسرع اليه لان قوامه الين من
قوام الحديد
- وثالثها انه للينه لا يحتمل الكبس المحتاج
اليه فى الكى و ظهور تأثيره فى باطن العضو بل ينحنى و ينثنى عند ذلك بخلاف الحديد
فانه لصلابة قوامه يصبر على ذلك
- ورابعها ان الحديد فيه تقوية للاحشاء وبالجملة
لجميع الاعضاء على ما اتفق عليه رأى الاطباء بخلاف الذهب فانه لم يقل احد منهم فيه
ذلك و اما الغرض من استعماله فقد عرفته فيما تقدم .
و اما القحف فيكوى فى صور تسعة:
الصورة الأولى: عند ما تستولى على الدماغ
البرودة و الرطوبة فانه متى آل امره الى ذلك كثرت النزلات و انحدار المواد الى جهة
الرئة و تواتر على صاحبه حدوث الصداع البارد و وجع الاسنان و كثرة النوم والقدماء
كانوا اذا رأوا دماغا بهذه الصورة امروا صاحبه بالكى بعد ان يصلح غذاءه و يعطى ما
ينضج المادة المستولية عليه ثم ما يستفرغها و ينقى الدماغ منها من الحبوب و
الايارجات ثم بعد ذلك يستعمل الكى و صورة عمله ان يحلق شعر الرأس بالموسى حلقا
مستقصى ثم يقعد بين يدى الجرائحى و هو مربع و يداه على فخذيه ثم يجعل الجرائحى طرف
كفه على انفه واصابعه بين عينيه و يعلم الموضع الذى ينتهى اليه طرف الاصبع الوسطى
من الرأس بمداد ثم يرفع اليد ثم يحمى المكوى الزيتونى الى ان يصير كالنار و يكوى به
الموضع المذكور و يدار مع ذلك المكوى الى حين يظهر القحف فان كان الالم قويا كوى
مرة ثانية الى حين يظهر من العظم قشور ليرق جرمه و تنفتح مسامه و يسهل خروج المادة
منه بالتحلل ثم يبل قطنة فى ماء مذاب فيه ملح و يجعل على الموضع ثلاثة ايام و يبدل
كل يوم مرتين ثم يجعل عليه قطنة مشربة بسمن حتى تذهب الخشكريشة ثم بعد ذلك يعالج
بالمراهم الملحمة و من الناس من يترك ذلك الموضع بلا الحام اياما ليخرج ما بقى من
المادة فى الباطن
الصورة الثانية : فى الشقيقة المزمنة و هو ان
هذا المرض متى لم يزل بما يعالجه الطبائعى من اصلاح الغذاء و المسهلات المنقية
للدماغ و النطولات المحللة بعد ذلك فاستعمل الكى و هو ان تجتهد فى تنقية الدماغ بما
عساه ان يبقى فيه ثم يحلق الشعر الذى فى الصدغين و يحمى المكوى السكينى و يكوى به
الموضع و احذر من امرين احدهما وصول تاثير الكى الى العضلة و العصبة المحركة للفك و
ثانيهما من نزف الدم من الشريان اما الاول و هو ان لا يعمق بالمكوى و اما الثانى
فهو ان يكون مع الجرائحى ادوية مهيأة لقطع الدم و قد عرفتها و ستعرفها ايضا فى
الاقرابادين فان لم يسكن الوجع بما ذكرناه و رأيت العليل محتملا لكى ثانى فاحلق شعر
وسط الرأس ثم اكوه بما ذكرناه الى حين يصل تأثير النار الى العظم .
الصورة الثالثة : فى السكتة و هو انه اذا لم
ينجع الامر فيها بالادوية المسهلة وغيرها من الغراغر فاستعمل الكى و هو انه اذا وثق
الجرائحى بتنقية الدماغ من المواد الرديئة يحلق شعر الرأس بالموسى حلقا مستقصى ثم
يكوى الرأس اربع كيات من جوانبه الاربعة و واحدة فى وسطه و ذلك بالمكوى السكينى الى
حين يظهر العظم ثم من بعد ذلك يدبر بما ذكرنا.
الصورة الرابعة : فى السبات وهو ان هذه العلة
اذا لم تزل بالمعالجة بالادوية فعلاجها حينئذ بالكى و هو ان يحلق الرأس كما ذكرنا
ثم يكوى بالمكوى السكينى ثلاث كيات فى مؤخر الدماغ و ليكن ذلك من اعلى الرأس الى
آخره فان اردت المبالغة فى ذلك فاكوه ايضا على القرنين ثم عالج الكى بما ذكرنا كل
هذا بعد المبالغة فى تنقية البدن ثم الدماغ .
الصورة الخامسة : فى الصرع و هو ان هذه العلة
اذا كانت بلغمية و لم تزل بما ذكرنا
فاستعمل فى علاجها الكى و هو ان تحلق شعر الرأس
جميعه ثم يكوى فى وسطه على قرنيه واستقص فى الكى الى حين يظهر العظم ثم يعالج بما
ذكرنا .
الصورة السادسة : فى الماليخوليا و هو ان هذه
العلة اذا كان سببها بلغما رديئا و لم ينجع فيها العلاج بالادوية فاستعمل الكى و هو
ان تحلق شعر الرأس و يكوى بعد ذلك بالمكوى الزيتونى او السكينى فى وسط الرأس و
على قرنيه الجميع ثلاث كيات و ان كان سبب الماليخوليا سوداء طبيعية فيكوى الرأس على
غير هذا الوجه و هو ان تعمل كعكة من عجين يكون ارتفاع ثخانتها ثلاثة اصابع و تلصق
بجلدة الرأس الصاقا جيدا ثم يذاب سمن طرئ على النار ويترك الى حين يسخن سخونة
يحتملها الاصبع ثم بعد ذلك يصب فى داخل الكعكة و يترك الى حين يجمد او يخثر ويغسل
داخل الحمام بخطمى ثم بدقيق شعير .
الصورة السابعة : فى الدموع و هو انه اذا كثرت
الدموع و استمر سيلانها و لم ينجع
فيها استعمال الادوية على ما ذكرنا فاستعمل الكى
و هو ان تحلق وسط الرأس و
الصدغين و تحمى المكاوى الزيتونية و تكوى وسط
الرأس و الصدغين كل صدغ كية بالعرض واحذر نزف الدم ثم استعمل بعد ذلك ما ذكرناه .
الصورة الثامنة : فى ابتداء نزول الماء فى
العينين و هو انه اذا ابتدأت هذه العلة فى الحدوث فاصلح غذاء العليل و اعطه ما ينضج
مواد بدنه ثم ما يستفرغها ثم ما ينقى
الدماغ كل هذا الى الطبائعى ثم بعد هذا يحلق شعر
وسط الرأس و الصدغين ثم بعد ذلك يكوى الرأس على ما ذكرنا فى الدموع المزمنة .
الصورة التاسعة : فى الجذام و هو ان هذه العلة
متى كان حدوثها عن بلغم استحال الى سوداء او سوداء نفسها فليس له علاج مثل الكى لا
سيما متى كان ذلك فى ابتدائه و صورة عمله بعد ان ينقى البدن تنقية بالغة يحلق شعر
الرأس و يكوى خمس كيات واحدة فى وسطه واخرى نحو الجبهة عند نهاية الشعر و اثنتين
على القرنين واخرى من خلف على نقرة القفا و امعن فى كى هذه المواضع حتى يصل تأثير
النار الى العظم و تخرج منه قشور و كية على الطحال على ما تقدم فان كان قد تمكن
فاكو العليل مع ذلك كية على طرف الانف و كيتين
على الوركين و كيتين على الوجنتين و كيتين على فقرات الظهر و كيتين على... و اخرى
فوقها و كيتين على الركبتين و كيتين على المنكبين و كيتين على المرفقين و كيتين على
جوانب الصدر وعلى كل مفصل من مفاصل البدن كية و على فم المعدة كية واحدة و على عظم
العانة كية ثم يعالج بعد ذلك بما ذكرناه و اللّه اعلم.
الفصل الثانى فى كى الوجه
الوجه يكوى فى صور اربعة الصورة
الأولى: فى نتن الانف و هو انه اذا كان تسيل منه
دائما رطوبات و كانت منتنة الرائحة و لم يزل ذلك باستفراغ البدن و تنقية الدماغ
فاستعمل الكى وهو ان تحمى المكوى الزيتونى و تكوى به فوق الحاجبين بقرب شعر الرأس و
قد يكوى فى وسط الرأس .
الصورة الثانية: فى وجع الاذن عن برد و هو انه
متى استولى على العضو المذكور سوء
مزاج بارد ساذج او مادى و لم يزل المادى بتنقية
البدن و الدماغ ولا الساذج باستعمال المبدلات فاستعمل الكى و هو ان يحمى المكوى
المسمى بالنقط و ينقط حول الاذن نقطة بقرب نقطة دور الاذن جميعها ثم يعالج بما
ذكرنا .
الصورة الثالثة : فى اللقوة الاسترخائية و هو ان
هذا المرض اذا لم يزل بما يستعمله الطبائعى من انواع معالجته فاستعمل فيه الكى و هو
ان يحمى المكوى السكينى الا انه ينبغى ان يكون معوجا على حده و يكوى به فى الوجه فى
الجانب العليل ثلاثة كيات احدها فوق الاذن عند نهاية الشعر و اخرى تحت الاذن على
الصدغ واخرى عند جمع الشفتين ثم يعالج ذلك بما ذكرنا .
الصورة الرابعة : فى شقاق الشفة و هو ان العضو
المذكور متى حصل فيه ما ذكرنا و لم يزل بما يستعمله الطبائعى فاستعمل الكى فيه و هو
ان يحمى المكوى السكينى الصغير الجرم و يجعل على موضع الشقاق بالعجلة و يرفع ثم
يعالج بما ذكرنا و اللّه اعلم .
الفصل الثالث فى كى الفم و الرقبة
يكوى ذلك فى صور اربعة الصورة
الأولى: فى الناصور الحادث فى الفم اذا حصل ذلك
و لم ينجع فيه ما يستعمله الطبائعى فينبغى ان يكوى و هو ان يتخذ مكوى ثخانته على
قدر سعة الناصور و يحمى بالنار ثم يجعل داخل الناصور و يمكن منه حتى? يصل الى غوره
يفعل ذلك
مرتين و ثلاث مرات ثم بعد ذلك يستعمل فيه ما
ذكرناه .
الصورة الثانية: فى الضرس اذا كان الضرس يتحرك و
حصل منه رائحة رديئة و لم تنجع فيه المداواة بالادوية فاستعمل الكى و هو ان تتخذ?
انبوتة من نحاس او من غيره تجعل على الضرس ثم تحمى مكواة دقيقة تدخل فى الانبوبة و
يدخل فيها وتدفع المكوى يفعل ذلك مرات فان الضرس يقوى و يزول الاسترخاء من اللثة ثم
بعد ذلك يتمضمض العليل بماء مذاب فيه ملح.
الصورة الثالثة : فى الخنازير اذا ازمنت
الخنازير و لم تزل بانواع المداواة المتعلقة بالطبائعى فيستعمل الكى و هو ان يتخذ
مكوى زيتونية سعتها على قدر ثخانة الخنزيرة ثم يحمى المكوى و يجعل عليها و يكبس حتى
يصل الى آخر الورم ثم اتركه ثلاثة ايام ثم اجعل عليه قطنة مغموسة بسمن حتى يذهب
المحترق ثم تعالجه بالمراهم الملحمة .
الصورة الرابعة : فى بحوحة الصوت و ضيق النفس
اذا حصل هذا المرض عن رطوبة غليظة و لم يزل بانواع مداواة الطبائعى فاستعمل الكى و
هو ان يحمى المكوى المسمارى ويكوى به العليل عند المنخر كية لطيفة بحيث ان يحترق
نصف ثخانة الجلد و اخرى من خلف عند نهاية خرز العنق ثم ضع على الموضع الماء المالح
و اللّه اعلم .
الفصل الرابع فى كى الصدر و البطن
و ذلك فى ثلاثة عشر صورة
الصورة الأولى: فى السعال المزمن و هو اذا كان
سببه مواد بلغمية حاصلة فى الرئة و طالت مدته و لم ينجع فيه العلاج بالادوية
فاستعمل فيه الكى و هو ان يحمى المكوى المسمارى و يكوى به العليل كيتين فوق
الترقوتين فى المواضع الفارغة واخرى فى
وسط الصدر بين الثديين ثم يعالج الكى بعد ذلك بما ذكرنا .
الصورة الثانية : فى الشوصة و هذا المرض اذا
طالت مدته كان الاوائل يكوونه على هذه الصورة حسب ما ذكره الزهراوى و هو ان يؤخذ
اصل الزراوند الطويل و يكون غلظه كغلظ الاصبع و يغمس فى زيت و يوقد فى النار ثم
يطفى و يكوى عند اتصال الترقوة بالعنق واثنتين صغيرتين دون الاوداج قليلا و كيتين
ايضا فيما بين الضلع الخامس و السادس من كل جنب مائلة الى خلف قليلا و كية اخرى فى
وسط الصدر و اخرى فوق المعدة و ثلاث كيات من خلف واحدة فيما بين الكتفين و اثنتين
عن جنبى الصلب اسفل من التى بين الكتفين و الواجب ان لا يعمق الكى فى هذه المواضع
بل يكون ملامسة للجلد .
الصورة الثالثة: فى انخلاع العضد وهو انه اذا
انخلع لرطوبات مزلقة و لم يثبت فى موضعه حين رده بل ينخلع من ادنى حركة تعرض له
فينبغى فى مثل هذه الصورة ان يرد المفصل الى موضعه ثم ينام العليل على ظهره او على
الجانب الصحيح و يرفع الجلد الى فوق و يحمى المكوى ذات السفودين و يكوى به الجلد
حتى ينفذ فى الجانب الآخر ثم يعالج الكى بما ذكرنا و يترك حركة العضو و يلزم السكون
فان العضو يقوى و يثبت فى موضعه .
الصورة الرابعة : فى المعدة الباردة الرطبة و هو
ان هذا العضو متى استولى عليه ما ذكرنا و لم يزل بالمبدلات ان كان ذلك ساذجا و لا
بدلك و المسهلات ان كان ماديا فاستعمل الكى و هو ان يحمى المكوى المسمارى و تكوى به
المعدة ثلاث كيات كية دون فم المعدة الى اسفل و اثنتان عن جنبتى ذلك حتى يصير شكل
ذلك مثلثا يبعد بينهما و قد يكوى فى الوسط كية و يكون شكل هذه المكوى دائرة ثم
تعالج بعد ذلك بما ذكرنا .
الصورة الخامسة : فى الكبد و هو اذا استولى
عليها ذلك و لم يزل بما يستعمله الطبائعى فى انواع معالجته فيستعمل الكى و هو ان
يستلقى العليل على ظهره و يعلم على موضع الكبد بمداد ثلاث نقط ابتداؤها من
الشراسيف و انتهاؤها حيث ينتهى المرفق اذا الصق بالبطن ثم يكوى عليها بمكوى سكينى و
اجتهد ان لا يتمكن من الكى لئلا يصل الحرق الى الاحشاء ثم من بعد ذلك يعالج بما
ذكرنا و قد يكوى الكبد عند اجتماع القيح فيها و لم يزل بعلاج الطبائعى و هو ان يلقى
العليل على قفاه و يلمس موضع الجرح ويعلم عليه بمداد ثم يحمى المكوى الذى يشبه
الميل و يكوى به الموضع و ينفذ الى داخل الى حين تخرج المدة و ترك هذه المعالجة
اجود من استعمالها فانه ربما وصل الكى الى جرم الكبد الصحيح و كان ضرره اكثر من
نفعه و لا ينبغى ان يجعل اخراج المدة فى هذه الصورة دفعة بل قليلا قليلا على
استدراج فينفع ان شاء اللّه .
الصورة السادسة : فى الاستسقاء الزقى هذا النوع
من الاستسقاء هو الذى ينتفع بالكى فقط و هو ان الطبائعى اذا استعمل فيه انواع
معالجته و لم يظهر لها فيه نجع فليس له علاج سوى الكى و هو ان يحمى المكوى المسمارى
و يكوى به اربع كيات حول سرته و واحدة على المعدة و اخرى قبالة معدته و يكون قدر
الكى قريبا من ثخانة الجلد ثم يترك الموضع مفتوحا لتخرج المادة اولا فاولا غير انه
لا ينبغى ان يجعل خروجها دفعة خوفا من اجحافه بالقوة ثم سقوطها .
قال ابقراط فى سادسة الفصول من كوى اوبط من
المنفخين او من المستسقين فجرى منه ماء او مادة شىء كثير فانه يهلك لا محالة ، فان
قيل ان فى اخراج الفاسد راحة للطبيعة و انهاض القوى فاذا كان كذلك فكيف صار فى
اخراج ما ذكره هلاك البدن.
فاعلم ان الاطباء قد اختلفوا فى تعليل ما ذكره
فى هذا الفصل ، قال جالينوس فى شرحه له: اما
المدة فان المادة اذا قاحت فتحت افواه العروق الضوارب المتصلة بذلك العضو بسبب ما
فيها من الخلاء و لشدة تمديدها لما هى فيه غير انها اذا كانت فى العضو كانت سادة
لذلك فاذا استفرغت دفعة خرج من الروح شىء كثير و فى ذلك اجحاف بالقوة ، واما أمر
الاستسقاء فان الماء الحاصل فيه يقل ثقل الورم الحاشى الذى فى الكبد فاذا استفرغ
دفعة عدمت الكبد ذلك و انجذبت الى اسفل و اضعفت القوة بثقلها .
و قال الرازى ذلك لان الدم يستحيل فى المستسقى
الى المادة الصديدية و فى المنفخين
الى المدة فيضعف لقلة المادة الصالحة لتغذية
الاعضاء ولان يتكون منها روح فتضعف القوى فاذا استفرغت تلك المادة الفاسدة دفعة
انتشرت الارواح العليلة فى المواضع التى كانت هى فيها فيحصل لها نوع من التحليل
فيضعف جرمها فيتلاشى و يؤول الامر الى الضعف ثم الى السقوط .
و الذى نقوله نحن فى هذا الباب ان الطبيعة
البدنية مع آلتها التى هى الحرارة الغريزية سارية فى جميع اجزاء البدن اذ لو كان
موضع خال منها يعرض له ما يعرض للعضو
الميت من الفساد و العفن فهما اذا ساريان فى
رطوبات البدن غير ان سريانهما فى
الرطوبات الصالحة بمعنى انها مادة لهما و صالحة
لتغذية الاعضاء و سريانهما فى الفاسدة بمعنى انهما يرومان اصلاحها و دفع ما حصل لها
من الفساد و ان كان كذلك فتلك المواد اذا استفرغت دفعة استفرغنا باستفراغها دفعة
شيئا كثيرا من الارواح اما اذا كان اخراجها قليلا قليلا لم يحصل بذلك اجحاف بالقوة
بل كلما
خرج۱ جزء عضدناها بما يقويها من الاغذية و الاشربة و الارايح الطيبة غير
انه يجب ان
تكون الاغذية المستعملة فى هذه الصورة لطيفة
قليلة الفضلات كثيرة التغذية اما الاول
فتستولى القوة عليها و تهضمها و اما الثانى
فلئلا۲ يحصل منه فى البدن عوض ما
اخرجناه من الفضلات مما ذكرناه و اما الثالث
فلتقوى القوة و تعقدها و لتعود الى
غرضنا.
الصورة السابعة فى الطحال و هو انه اذا حصل فيه
رياح غليظة و لم يتحلل بما استعمله الطبائعى من انواع معالجته فاستعمل الكى و هو ان
يحمى المكوى السكينى حتى يصير كالنار و ينام العليل على ظهره و يكوى به الطحال على
طول البدن ثلاث كيات او اربعة من غير ان يعمق الكى و قد تكون المكوى ذات السفودين
او الثلاثة و هو ان يرفع الجلد الذى على الطحال الى فوق حتى يصبر فى ارتفاع المرفق
اذا الصق بالجنب و يكوى بذلك ويخرج السفافيد من الجانب الآخر ليكون قد حصل للطحال
اربع كيات او ستة ثم يعالج بما ذكرنا .
الصورة الثامنة: فى الاسهال المزمن و هو انه اذا
كان سببه برد و رطوبة قد اضعفا القوة الماسكة التى فى المعاء و القوة الهاضمة التى
فى المعدة و لم تنجع فى ذلك المداواة بالادوية فاستعمل فى ذلك الكى .
اما المعدة فتكوى دائرة كما ذكرنا ثم اربع كيات
بالمكوى المسمارى حول السرة ان كانت الرطوبة متوفرة فكيتين على كل خاصرة كية واحدة
ثم استعمل ذكرناه .
صورة التاسعة: فى الكلى و هو انه اذا حصل فيها
برد مفرط او رياح غليظة و لم يزل
ذلك بما يعالج به الطبائعى فاستعمل الكى و هو ان
تحمى المكوى المسمارى و تكوى به الكليتين كل كلية كية واحدة ثم تستعمل ما ذكرناه .
الصورة العاشرة: فى المثانة و هو انه اذا حصل
فيها استرخاء عن رطوبات مفرطة او حصل لها برد قوى و لم يزل بمعالجة الطبائعى
فاستعمل الكى و هو ان يحمى المكوى
المسمارى و يكوى به اسفل السرة حيث انتهى شعر
العانة كية واحدة و كية عن يمين السرة واخرى عن يسارها و اخرى اسفل الظهر من خلف
قبالة المثانة ثم تعالج هذه المواضع بما ذكرنا .
الصورة الحادية عشر: فى الرحم و هو انه اذا
استولى على هذا العضو سوء مزاج بارد رطب ساذج او مادى و لم يزل بما ذكرنا فيكوى
بالمكوى المسمارى ثلاثة كيات كما ذكرنا فى المثانة و اخرى على القطن ثم يعالج ذلك
بما ذكرنا .
الصورة الثانية عشر: فى كى الفتق و هو ان يمنع
العليل من الغذاء يوما كاملا و يعطى ما يلين طبعه و يخرج ما فى امعائه من الاثفال
ثم يؤمر بالنوم على ظهره و يعلم على الموضع بمداد و يكوى بمكوى حلقة حتى تبلغ
المكوى ثلث الجلد و يمنع العليل اربعين يوما من الحركة المفرطة و كثرة الاكل و
استعمال ما يوقف الطبع و الصياح الشديد والوثبة و السقطة و استعمال ما ينفخ من
الحبوب و الفواكه و ادخال غذاء على غذاء و القىء .
الصورة الثالثة عشر: فى ناصور المقعدة و هو انه
اذا حصل هذا المرض و طالت مدته ينبغى ان ينقى من القيح اولا ثم يحمى المكوى الميلى
الى حين يصير كالنار و يدخل داخل الناصور الى آخره يفعل ذلك ثلاث اربع مرات حتى
تحترق الاجسام الفاسدة التى حوله كلها و اللّه اعلم .
الفصل الخامس فى كى مواضع اخر من البدن
و ذلك فى اربعة عشر صورة:
الصورة الأولى: فى كى السرطان و هو ان ينقى
البدن اولا مما فيه ثم بعد ذلك تتخذ دائرة على قدره بحيث انها تحيط به و تحمى مثل
النار و يكوى بها و يعمق الكى حتى يصل تأثير النار الى اصله و من الناس من يكويه
بعد ذلك فى وسطه ثم يعالج بما ذكرنا .
الصورة الثانية: فى البرص و هو انه متى حصل فى
موضع من البدن ينبغى ان ينقى البدن مما فيه من المواد ثم بعد ذلك يكوى۱ الموضع كية على قدره و يعمق الكى حتى
ينفذ الجلد ثم بعد ذلك يجعل على الموضع دقيق عدس و دهن ورد و ورق لسان الحمل و دم
الحمام و دم الخطا طيف من كل واحد جزء و يخلط الجميع و يطلى به الموضع على خرقة
كتان و يلزم الموضع حتى يبرأ .
الصورة الثالثة: فى الخدر اذا حصل فى عضو من
الاعضاء خدر و لم يزل بانواع معالجة الطبائعى فاستعمل الكى بعد ان ينقى البدن مما
فيه و هو ان يكوى الموضع الخدر جميعه ثم يعالج بما ذكرنا .
الصورة الرابعة: فى الاكلة و هو انه متى حصلت فى
عضو من الاعضاء و كان يحتمل الكى بالنار فاحم مكواة صغيرة مسمارية و اكوبها الموضع
من كل جهة حتى يستأصل الفساد جميعه و لا يبقى منه شىء البتة ثم يترك الموضع ثلاثة
ايام ثم يجعل على الموضع الكبريت المسحوق بالزيت ثم يستعمل المراهم المنبتة للحم .
الصورة الخامسة فى الدبيلة و هو ان هذه العلة
متى حصلت فان الكى بعد تنقية البدن و هو ان يكوى كيتين حولها ثم اتركها فانه يسرع
نضجها .
الصورة السادسة: فى الثآليل و هو انه ينبغى ان
ينقى البدن ثم يستعمل الكى و هو ان تحمى المكواة التى تشبه ريش النسر و يدخل فيها
الثؤلولة و يعمق فى الكى حتى يقلع
اثرها ثم يعالج بما ذكرنا و قد يكوى بالماء الحار و هو ان تتخذ انبوبة
من نحاس حادة الرأس و تجعل الثؤلولة داخلها و تكبس حتى تدخل فى الجلد ثم يصب فيها
شىء من الماء الحار حتى تمتلىء و يمسك ساعات حتى يؤثر فى الثؤلولة .
الصورة السابعة: فى نزف الدم الشريانى و هو انه
متى حصل وقع خطأ من الجرائحى و فصد بعض الاوردة او حصل جراحة فى بعض الاعضاء و
انقطع منها شريان او لامر آخر فاستعمل الكى و هو ان تبادر الى سد فوهة الشريان
بالسبابة ثم تحمى المكاوى الزيتونية ولتكن مختلفة المقادير و يؤخذ منها ما هو على
سعة الشريان ويدخل داخل الشريان و يترك ساعة حتى يحترق طرف الشريان وتجتمع اجزاؤه
بعضها الى بعض و قد ذكرنا الحيلة فى قطع هذا الدم .
الصورة الثامنة: فى النافض القوى الحاصل فى حمى
الربع و هو ان يكوى بالمكواة الزيتونية خمسة كيات على خرز الظهر بين كل خرزة و خرزة
كية واحدة و على الصدر كية واحدة و على المعدة كية واحدة ثم يعالج ذلك كما ذكرناه .
الصورة التاسعة: فى البثور البلغمية و هو انه
اذا كثر فى ظاهر البدن بثور كثيرة بلغمية و لم تزل بالمعالجة بالادوية فاستعمل الكى
و هو ان يكوى على كل بثرة كية بمكوى لطيف و قد يكوى باصل الزراوند على ما ذكرنا .
الصورة العاشرة: فى ابتداء الحدبة و هو انه متى
رؤى قد زال بعض الفقرات الى خلف او الى قدام فاعط العليل ما ينقى البدن مما فيه
ثم استعمل الكى و هو ان تتخذ مكواة مدورة بصورة الحلقة على قدر الخرزة و تحمى
بالنار و تكوى بها الموضع جميعه و قد يكوى حول الخرزة بمكواة النقط و هو ان
ينقط حول الخرزة جميعها ثم يستعمل ما ذكرناه .
الصورة الحادية عشر: فى الورك و هو انه متى حصل
فيه وجع لمواد بلغمية و لم يزل ذلك باستعمال الادوية و خفت ان يزول المفصل عن موضعه
فاستعمل الكى و هو ان تتخذ دائرة على قدر سعة حق الورك و تعلم على الحق بمداد و
تحمى المكواة حتى تصير كالنار و تكوى به الموضع و يعمق الكى حتى يصل تأثير النار
الى نفس الحق و قد يكوى على وجه آخر وهو ان ينقط حول الحق اربع نقط عميقة
بالمكوى الزيتونى ثم يستعمل ما ذكرناه.
الصورة الثانية عشر فى وجع الظهر و هو انه اذا
حصل فيه وجع اما عن سقطة او ضربة او لمواد بلغمية منصبة اليه فينقى البدن مما فيه
ثم يستعمل الكى و هو ان يكوى موضع الوجع ثلاثة صفوف كل صف ثلاث كيات بالمكوى
المسمارى ولتكن الصفوف طولانية ثم تعالج بما ذكرناه .
الصورة الثالثة عشر: فى النقرس و هو ان هذا
المرض متى كان حدوثه عن مواد بلغمية و لم يزل بما ذكرناه فينقى البدن مما فيه و
بالغ فى تنقيته ثم بعد ذلك استعمل الكى و هو ان يحمى المكوى الزيتونى و يكوى به حول
مفصل الابهام و ان حصل ذلك الوجع فى غير هذا المفصل فاستعمل هذا الكى حول ذلك
المفصل ثم استعمل ما ذكرناه .
الصورة الرابعة عشر: فى عرق النسا و هو ان هذه
العلة اذا حصلت و لم تزل بالمعالجة
بالادوية فاستعمل الكى و ذلك على وجوه اربعة
احدها : ان يكوى موضع المفصل كما ذكرنا ، و هذا
يستعمل اذا لم يتمكن الوجع من النزول الى اسفل
و ثانيها : ان يكوى ثلاث كيات احدها من خلف عمق
المفصل و اخرى فوق الركبة من ظاهرها و اخرى فوق الكعب من خارج على الموضع اللحيم .
و ثالثها : ان تتخذ آلة شبيهة بالقدح من نحاس او
حديد طولها نصف شبر و غلظ شفتها قدر نواة تمر و فى داخل هذا القدح قدح آخر و آخر
داخل هذا و يكون البعد من كل قدح و قدح
بقدر عقد الابهام و تكون الاقداح مفتوحة من الجهتين حتى يخرج منها الدخان عند الكى
من الطرف و يكون بين كل قدح و قدح اتصال ثم يتخذ مقبض للجميع من حديد و يحمى بالنار
و يكوى به حق الورك و العليل متكىء على جنبه الصحيح و يعمق الكى ثم يترك ثلاثة ايام
و يجعل على الموضع سمن و يترك الجرح مفتوحا اياما كثيرة حتى تخرج المادة منه تم
يعالج بالمراهم الملحمة.
ورابعها - ان يكوى بالماء الحار وهو ان تتخذ
قدحين احدهما داخل الآخر و بينهما وصل فى وسط الاقداح و يجعل على حق الورك
(الخلاء الحاصل بينهما حول حق الورك)
و يكبس كبسا جيد او يصب الماء الحار بينهما و
يوصى العليل ان يصبر على الوجع فانه يلذع الموضع و يحرقه ثم بعد هذا ترفع الاقداح
عن الموضع و يمسح بماء عذب و يترك ثلاثة ايام ثم يدهن بدهن سمن عتيق فانه يتقرح و
تخرج منه مدة رديئة و يترك على هذه الصورة اياما ثم يعالج بالمراهم الملحمة و اللّه
اعلم .
في حالة نسخ أي صفحة من صفحات هذا الموقع الرجاء ذكر المصدر علي النحوالتالي