أنواع الحجـامة

الحجامة أربعة أنواع  : الفصد ، الحجامة الجافة ، الحجامة الرطبة ، الحجامة بدودة العلقة.

 

1_ الفصد " أنظر باب الفصد "

2_ الحجامة بدودة العلقة . Blood-sucking leech

يقول ابن منظور في لسان العرب العَلَقُ: دُوَيْدةٌ حمراء تكون في الماء تَعْلَقُ بالبدن وتمص الدم، وهي من أَدوية الحلق والأَورام الدَّمَوِيّة لامتصاصها الدم الغالب على الإِنسان. والمعلوق من الدواب والناس: الذي أَخَذ العَلَقُ بحلقه عند الشرب. وقد يُشْرَطُ موضعُ المَحَاجم من الإنسان ويُرْسل عليه العَلَقُ حتى يمص دمه. والعَلَقَةُ: دودة في الماء تمصُّ الدم، والجمع عَلَق. والإعْلاقُ: إِرسال العَلَق على الموضع ليمص الدم. وفي حديث عامر: خيرُ الدواءِ العَلَقُ والحجامة؛ العَلَق: دُوَيْدةٌ حمراء تكون في الماء تَعْلَقُ بالبدن وتمص الدم، وهي من أَدوية الحلق والأَورام الدَّمَوِيّة .

 

‏وفي الحديث: (خير الدواء اللدود والسعوط والمشي والحجامة والعلق) بفتح العين واللام بضبط المصنف دويبة حمراء تكون في الماء تعلق بالبدن وتمص الدم وهي من أدوية الحلق والأورام الدموية لمصها الدم الغالب على الإنسان ، انظر فتح القدير شرح الجامع الصغير ‏ولا تزال هذه الطريقة تستخدم في معظم دول العالم  يتعالجون بالعلق بأنواعه حتى يومنا هذا ، يقول ابن القف 630- 685 هـ: والعلق جذبه للمواد الدموية ابلغ من جذب الحجامة ولو انه أقل من الفصد. ومن العلق ما طبعه السمية ومنه ما هو خال من السمية وهو المستعمل في المداواة الطبية وتصاد قبل يوم أو يومين ثم تكب على رؤوسها حتى يخرج جميع ما في اجوافها حتى يشتد جوعها وتلتقم الجلد حتى اذا امتلأت اجوافها تسقط ويعلق غيرها اذا لزم الأمر.

 

بعد ذلك تعلق المحاجم على مواضعها وتمص مصا قويا لجنب الدم المتبقي في الموضع.

 

3_ الحجامة الجافة " كاسات الهواء "

تفيد في نقل الأخلاط الرديئة من مواضع الألم الى سطح الجلد وبذلك يختفي جزء كبير من الألم ، وتختلف عن الحجامة الرطبة " بتشريط الجلد " .

 

طريقة عمل الحجامة الجافة :

1.   عقم الموضع المراد حجامة بالمطهرات الطبية .

2.   ربما تحتاج الى وضع قليلاً من الزيت أو الفازلين على حافة الكأس حتى يحكم لصق المحجمة على الجلد .

3.   ضع كأس المحجمة على الموضع المراد حجامته .

4.   فرغ كأس المحجمة من الهواء بواسطة جهاز السحب.

5.   سوف ينسحب الجلد الى داخل الكأس .

6.   بعد خمسة دقائق الى عشرة دقائق " حبذ أن لا تزيد على 10 دقائق "  انزع الكأس برفق وذلك بالضغط على الجلد عند حافة الكأس .

7.   في حالة حجامة الوجه لا تزيد المدة عن نصف دقيقة .

 

4_ الحجامة الرطبة :

وتختلف عن الحجامة الجافة " بتشريط الجلد تشريطا خفيفا " ووضع المحجمة على مكان التشريط وتفريغها من الهواء عن طريق المص فيندفع الدم والأخلاط الرديئة من الشعيرات والأوردة الصغيرة الى سطح الجلد بسبب التفريغ الذي أحدثه المص ، وهي غير فصد الدم .

 

طريقة عمل الحجامة الرطبة:

1. المكان الذي تجرى فيه الحجامة يجب أن يكون نظيفا، ومهيأ لعملية الحجامة .   

2. أنصح بأن تكون الأرضية مغطاة ببساط أو مفرشة من البلاستيك كالذي يستخدم للطعام خشية سقوط المحجمة أو قطرات الدم .

3. تأكد من نظافة وتعقيم آلات الحجامة ، واستخدم مشرط جديد ومعقم لكل شخص.

4. عقم الموضع المراد حجامة بالمطهرات الطبية .

5. يجب على الشخص الذي يقوم بالحجامة ارتداء قفازات طبية ( جوانتي ).  

6. قد تحتاج الى وضع قليلاً من الزيت أو الفازلين على حافة الكأس حتى يحكم لصق المحجمة على الجلد .

7. ضع كأس المحجمة على الموضع المراد حجامته .

8. فرغ كأس المحجمة من الهواء بواسطة جهاز السحب .

9. سوف ينسحب الجلد الى داخل الكأس .

10. بعد دقيقتين أو نحوها انزع الكأس برفق وذلك بالضغط على الجلد عند حافة الكأس أو سحب البلف.

11. شَرط موضع الحجامة بالمشرط (أو موس حلاقة معقم ) تشريطا خفيفاً سطحياً " ويمكنك استخدام إبرة فحص فصيلة الدم في حالة مرض السكر وسيولة الدم  " .

12. يجب أن يكون التشريط على امتداد العروق وليس بالعرض أي بالطول من ناحية الرأس الى ناحية القدم.

13. ضع الكأس على نفس الموضع المراد حجامته مرة أخرى .

14. فرغ كأس المحجمة من الهواء ، ومن أجل تخفيف ألم الحجامة التدرج بتفريغ المحجمة من الهواء " المص " فالأولى تكون أخف من الثانية والثانية تكون أخف من الثالثة .

15.   سوف ينسحب الجلد الى داخل الكأس ويخرج الدم من خلال الجروح التي أحدثها المشرط.

16.   فرغ الكأس إذا امتلأ بالدم وكرر نفس العملية مرة أخرى ، حتى يخرج الدم صافيا رقيقا ، أو ينقطع خروج الدم .

17.   نظف موضع الحجامة بالمطهرات الطبية وضع لاصق طبي على موضع الجروح اذا لم يرقأ الدم .

18. يوجد في الصيدليات مراهم خاصة بالجروح تساعد على حماية الجرح من الجراثيم كما تسرع في اندمال الجروح والأهم من ذلك أنها لا تترك أثر للتشريط على الجلد"  .

 

المُشْرَطُ:المِشْرَطُ: المِبْضَعُ ، والمِشْراطُ والمِشْرَطةُ: الآلةُ التي يَشْرُط بها.

 

يقول الجولي في كتابه روضة النجاح الكبرى في العمليات الجراحية الصغرى: واعلم ان الحجامة على نوعين جافة ورطبة ، فالجافة لجذب الدم الى الجلد وتحويله عن العضو المريض بدون تشريط بل يكرر وضع المحجم مرارا على محل واحـد حتى يحمر ويتألم ثم يغطى بخرقة ساخنة وكلما بردت تبدل باخرى مثلها وذلك لمنع الارتداع المخالف للمقصود هو وهذا هو المعروف عند القوابل في مصر بالكب.واما الرطبة فهى التى يحصل فيها التشريط ويكون منفعتها جذب الدم واخراجه فهي بسبب ذلك فصد موضعي .

 

وقد حدد ابو القاسم خلف الزهراوي المتوفي سنة 404هـ في "كتابه التصريف لمن عجز عن التأليف" مواضع الحجامة بقوله والمحاجم التي تستعمل بالشرط واخراج الدم له اربعة عشر موضعا من الجسم أحدها محاجم الفقرة وهو مؤخر الرأس والكاهل وهو وسط القفاء ومحاجم الأخدعين وهما صفحتا العنق من الجانبين جميعا ومحاجم الزمن وهو تحت الفك الأسفل من الفم ومحاجم الكتفين ومحاجم العصعص على عجب الذنب ومحاجم الزندين وهما وسط الذراعين ومحاجم الساقين ومحاجم العرقوبين ثم شرح الأمراض المختلفة التي تعالجها الحجامة وانها مرتبطة بمواقع الحجامة فمثلا يقول عن حجامة الأخدعين انها تنفع من الأوجاع الحادثة في الرأس والرمد والشقيقة والخناق ووجع اصول الاسنان وعن حجامة العصعص يقول انها تنفع من بواسير المقعدة وقروح الأسفل ثم تسير في نفس الفصل الى كيفية الحجامة فيقول ان المحجمة "اداة الحجامة" توقع اولا فارغة وتمص مصا معتدلا ولا يطال وضع المحاجم وانما توضع سريعا وتنزع سريعا لتقبل الاخلاط الى الموضع اقبالا مستويا ويكرر ذلك ويوالي حتى يرى الموضع وقد احمر وانتفخ وظهرت حمرة الدم فحينئذ يشرط ويعاود المص رويدا رويدا ثم ينظر في حال الابدان فمن كان من الناس رخص اللحم متخلخل المسام فيشرط شرطة واحدة لا غير لئلا يتقرح الموضع ويوسع الشرط ويعمق قليلا ويعاد المص في رفق وتحريك لطيف فان كان في الدم غلظ فيشرط مرتين في المرة الأول لفتح طريق لطيف الدم ومائيته واماالثانية فلاستقصاء اخراج الدم الخليط وان كان الدم الغليظ عكراً جدا فيكرر الشرط مرة ثالثة لتبلغ الغاية، ويصف الحد المعتدل في الشرط العميق بأنه عمق الجلد فقط." نقلا عن جريد الرياض الاثنين 16 صفر 1423 العدد 12362 "

 

وفي كتاب الجراحة لابن القف )630- 685 هـ(  إن الحجامة عند الجراحين تعنى بالمادة الدموية المستولية على ظاهر البدن لاخراجها أما بشرط ( رطبه ) أو بلا شرط ( جافه ) ، والتي بغير شرط إما بنار أو بغير نار(مص)،  والطبيب خادم الطبيعة يحذو حذو أفعالها وإذا دعت الحركة الطبيعية المادة إلى جهة من الجهات أو مالت هي بنفسها إلى  تلك الجهة ، فمن الواجب أن تعان على إخراجها وتجفيف مقدارها وذلك بفتح مجاريها أو بشرط الجلد ثم وضع ما يعين على بروزها بالمحاجم. والحجامة تلزم حين الحاجة لا سيما في الأبدان العليلة مع مراعاة مقدار الشرط ( طوله وعمقه بحسب مقدار مادة الخلط وقواها) ويمرخ العضو قبل الشرط تمريخا قويا ويعلق عليه المحاجم مرة وأخرى بغير شرط لتنجذب المواد المراد إخراجها. إما المواضع المناسبة للحجامة فمنها النقرة التي فوق القفا بأربع أصابع وتنفع من الرمد وثقل الرأس والقمحدوة والاخدعين في جانبي العنق والذقن والكاهل بين الكتفين والمنكب مقابل الترقوة من الخلف والناغض خلف اليد. والمحاجم بغير النار فتمص مصا بالغا وتريح العضو لتسكين الوجع. والمحاجم بالنار فيوضع قطن داخل المحجمة أو في قدح مناسب ويوقد فيه نار ثم تلقمه العضو فإنه يجذبه ويمصه مصا قويا.  

 

في حالة نسخ أي صفحة من صفحات هذا الموقع حبذا ذكر المصدر على النحو التالي

نقلاً عن موقع الطب الشعبي