الحجامة في كتاب
الشرح
المغني المعروف بالسديد في شرح إبن النفيس
سديد الدين الكازروني (كان حيا 745 هـ/ 1344 م) هو طبيب
، من أهل كازرون.
القول في الحجامة وهي على نوعين بشرط و بغير شرط
، والتي بشرط تنقسم الى التي بنار والى التي بغير نار
واما التي بشرط حيث يراد إستفراغ الدم، والتي بغير شرط يراد الجذب دون الإستفراغ
لضعف، والتي بنار حيث تكون المادة غليظة فتشعل قطنة وتوضع فى المحجمة.
وايضا تنقسم الحجامة الى ضرورية والى اختيارية
الضرورية تستعمل متى دعت ألحاجة اليها .
والإختيارية لها شروط:
الاول أن يكون إستعمالها في وسط الشهر وذلك لما ستعلم في باب البحران أن للقمر تاثيرا عظيما في رطوبات العالم وزيادتها وتثويرها بسبب زيادة نوره ، وان في اول الشهر وآخره المواد ساكنة ، قيل فى التربيع الاول من الشهر تكون المواد متجمدة ساكنة وكذلك في التربيع الاخر منه منه، فان قيل وكذلك الحال فى الفصد قلنا هذا وان كان يجب اعتباره فى الفصد ايضا إلا أن اعتباره في ألحجامة اولى وذلك لوجهين أحدهما أن معظم استفراغ الحتجامة من ظاهر البدن والمواد عند زيادة نور القمر مائعة متثورة في الظاهر والباطن، وعند نقصان النور ساكنة فى الباطن والفصد استفراغه اكثر من البا طن، وثانيهما ان مسام البدن في زيادة نور القمر متخلخلة وفي نقصانه متكافئة .
الثاني من الشروط أن يكون استعمالها في من دمه
رقيق مائل الى الحرارة حتى تكون المواد مطيعة للخروج.
والثالثة أن يقلل استعمالها في من دمه رقيق
ويكون ضعيف القوة غليظ الدم وذلك لانا اذا قدرنا أن الدم الخارج بالفصد والحجامة
متساويا كان إضعاف الحجامة للقوة اكثر من الفصد وذلك لان معظم ماخرج بالحجامة الدم
الرقيق ووجود الارواح التي هي مطية للقوى في الدم الرقيق اكثر لما علمت غير مرة .
وأفضل أوقات ألحجامة الساعة الثانية والثالثة من النهار .
والحجامة على الساقين تقارب الفصد أي فصد عرق الرجل وقيل بل الباسليق وذلك لكثرة ما
يخرج منها لان العضو متسفل والمادة هابطة الى اسفل ولجذبها من الاعالي صار ت تدر
الطمث وتنقي الدم .
وعلى ألقفا للرمد أي الحجامة على القفا لدفع
الرمد نافعة وللبخر اي البخر الذي بسبب الفم لا الذي بسبب خلط متعفن فى المعدة
والقلاع والصداع خاصة ما كان في مقدم الرأس وهذه كلها لانجذاب المادة الى الجهة
المخالفة ولذلك نفعها في الصداع الذي في مقدم الرأس أكثر لكونها تورث النسيان ، لأن
مؤخر الدماغ هو موضع الحفظ وتضعفه الحجامة لأن معظم ما تخرجه الحجامة الدم الذي غلب
عليه الأرواح الكثيرة ولا شك أن ذلك يضعف القوة
القريبة من ذلك الموضع ، ولذلك صارت الحجامة على القمحدوة والهامة تورث رداءة الفكر
وأكثر الناس يكرهون الحجامة في مقدم الرأس لأنها تضعف الحس لأن أكثر الحس مبدءه
مقدم الرأس والحجامة تضعفه لما علمت في حجامة النقرة القفا، والحجامة على
الكاهل نافع من أمراض الصدر الدموية والربو
الدموي ومن وجع الحلق والخفقان الدموي لجذب الدم الى المخالف القريب إلا أنها تورث
ضعف المعدة ، والحجامة تحت الذقن تنفع الأسنان
والوجه والحلقوم وتنقي الرأس والفكين .
* الروح عند الاطباء هي هي غير الروح الواردة في الكتب الالهية : فهي عندهم جوهر
لطيف بخاري يتولد من الدم الوارد على القلب وتنبعث منه وتحمل القوى الى سائر
الاعضاء. أنظر كتاب اصطلاحات الطب القديم للدكتور ياسر زكور
وللحجامة فوائد
أحدها تنقية العضو نفسه إذ هي تجذب الدم من ظاهر
العضو المحجوم .
وثانيها قلة إستفراق جوهر الروح لقلة الدم
الخارج بها بخلاف الفصد .
وثالثها قلة تعرضها للأعضاء الرئيسية إذ
إستفراغها مخصوص بظاهر البدن إذا لم يعنف بالموس .
نقلاً موقع الطب الشعبي
الرجوع للصفحة الرئيسية