شرح أرجوزة ابن سينا  ( الفصـــد )



شرح ابن رشد ، محمد بن أحمد بن محمد بن رشد الأندلسي القرطبي
تاريخ وفاته: 595هـ/1198م

 

هذه  أبيتات أفرغتها من الاجوزة وهي شرح لبعض ما له علاقة بالفصد من كتاب الارجوزة في الطب شرح ابن رشد من أجل أن يستفيد منها الباحث والمعالج والكاتب والمدرب .

 

ذكر علامات الدم و غلبته :

5۰۹ إن يغلب الدم من الأخلاط *** فالنوم و الصداع في إفراط 

5۱۰ و غلظ العروق و احمرار *** و ربما نكلت الافكار 

5۱۱ و ثقل الرأس و ضعف الحس *** و كسل و الحر عند اللمس 

5۱۲ و ثقل الأكتاف و التثاؤب  *** و ربــمــــا ثقلت الجوانب 

5۱۳ و يظهر الرعاف و التمطي *** و يطلق الطبع بغير فرط 

5۱4 و الخصب في العيش و أحلام فرح***وكثرة الألوان فيها والمرح 

5۱5 و حكــــة في موضع الفصاده *** و حـمرة العـين لغير عادة 

5۱6 و دمّل أو بثـــــــــر في الجسم *** أو حلوة يأكلهـــا فــــي النوم 

5۱۷ أو كان طعم الفم ذا حلاوه  ***  و قد تغذى قبل بالحلاوه

5۱۸ أو كانت الأعراض في الربيع *** أو في الشباب الأول البديع 

5۱۹ تدلنا على الدمي من علل  *** و ستراها عند بدئي بالعمل 

 

هذه كلها أعراض غلبة الدم، و قوله فيها بين بنفسه، و هي ثلاثة أصناف: إما أعراض تتبع كثرة الدم في اليقظة، و ذلك مثل احمرار اللون، و الكسل، و ما أشبه هذا الجنس، و إما أعراض تظهر في النوم، و هي إما أن يرى الإنسان الدماء ي النوم، أو يرى أنه يأكل حلوى ، و إما أسباب تفعل كثرة الدم، و هذه إما أغذية مثل الأغذية الحلوة، و إما أعراض نفسانية مثل الفرح ، و إما وقت موافق لذلك كزمن الربيع، و إما سن موافق كسن الشباب، و الأعراض التي تتبع الدم سببها إما حرارة الدم أو رطوبته مثل أن الحرارة سبب الصداع، و الرطوبة سبب النوم و الكسل، و إما حكة موضع الفصادة فإنما هي دليل على كثرة الدم ، عند من اعتاد الفصادة، و أما سبب رؤية الدماء لمن هذه صفته في النوم و أكل الحلاوات فلأن النفس المتخيلة تابعة لمزاج البدن، فما غلب على البدن من داخل حاكته النفس و تخيلته كما تتخيل ما أحسته من خارج.


علاج الأمراض الامتلائية وشروط الاستفراغ


۱۱۳۸ والداء إن يكن من امتلاء *** فلا سوى الإفراغ من دواء
يقول: و الداء إذا كان عن امتلاء فلا برء له إلا بالاستفراغ، و ذلك إذا تزيد الدم في كميته بالفصد، و إذا فسد في كيفيته بالدواء، و هو هاهنا إنما يريد بالاستفراغ الفصد.

 
۱۱۳۹ لكل إفراغ شروط عشرة   *** إلا تكن فما إليه من شــره
1140 أولها النظر في الأعـراض    *** والامتلائـــــــــــي من الأمراض
1141 وسن شـــباب إلى كهـول    *** و عـــادة و قـــــوة العليـــــــــل
1142 والفصل من خريف أو ربيع *** و بلد معتـــــــدل الجميع

1143 والوقت و المزاج حار رطب *** و جسد يبدو عليه الخصب

يقول : و للاستفراغ بالجملة عشرة شروط و بخاصة الذي يكون بالدم، إن لم تجتمع هذه الشروط فينبغي أن ينقص من الاستفراغ بحسب ما نقص من الشروط، و ربما كانت بعض هذه
الشروط عائقة عنه، مثل سن الصبا و الشيخوخة، فأول العشرة: النظر في أعراض المرض ، فإنه ربما كان بعض الأعراض يمنع من الفصد، مثل ضعف فم المعدة، و مبادرة الغشي إلى الذي يقصد فصده، لتخلخل جسمه، ورقة أرواحه .

والثاني أن يكون المرض مرضا امتلائيا، و هذا بين، فإن هذا السبب الموجب للاستفراغ، و غير ذلك من الأسباب إنما يؤثر في تقليل الاستفراغ أو تكثيره. والثالث: من الشباب إلى الكهولة، و الرابع العادة، فإنه من لم تجر عادته بالفصد لم يفصد إلا عن ضرورة، و إذا فصد فليقلل من كمية الدم، و الخامس القوة، و هذه كثيرا ما تعوق الاستفراغ الذي تقتضيه طبيعة المرض، فوجب تقليل ذلك، أعني تقليل الكمية التي اقتضتها طبيعة المرض ، و أما الخريف فمضاد للفصد، و الربيع موافق، و كذلك البلد المعتدل، و الخارج عن الاعتدال بضده، و كذلك المزاج الحار الرطب موافق للفصد ، و بضده البارد اليابس، و ما بينهما كالمتوسط ، و خصب البدن أيضا مراعى في هذا المعنى.



ضروب الاستفراغ

1144 و كل ما تفرغــــــه من حـــــــــــادث *** فاجذبه إما من مكان باعث
1145 أو فاجتذب من سائر الأعضاء *** على خلاف أو على السواء
1146 و ربما جذبت من أعضاء *** لما يشارك بذاك الداء
1147 كوضعنا محجمة الحجام *** في الثدي لإمساك دم الأرحام


يريد و كل دم تستفرغه من قبل حادث حدث في عضو من أعضاء البدن فاجعل استفراغك إياه من أقرب المواضع إليه، إذا أردت الاستفراغ، وإن أردت تحريك الدم إلى خلاف العضو الذي ينصب إليه دون استفراغ، فاجعل الجذب في الجهة المقابلة لجهة العضو الذي تستفرغه، أو بحذاء موضع الألم من خارج، أو في العضو المشارك لذلك العضو المريض، وبخاصة إذا كان ذلك العضو في الجهة المضادة للعضو العليل، مثل ما يصنع الأطباء إذا أفرط سيلان دم الطمث من وضعهم المحاجم على الثدي ، لأن الثدي يشارك الأرحام بسبيل واصلة بينهما ، و هي في ضد جهة الأرحام، و كذلك يفعل في الرعاف، فإنهم يضعون المحاجم إذا كان الرعاف من المنخر الأيمن على الكبد، و إن كان من الأيسر على الطحال، وربما جمع الطبيب الاستفراغ و الجذب إلى ضد الجهة إذا كان المرض في التكوين، مثال ذلك أن ذات الجنب إذا كانت في الابتداء، و كان الجسم ممتلئا فإن الفصد في الجانب المخالف يجمع أمرين الاستفراغ و الجذب إلى خلاف، و أما إذا انقطع الانصباب فلو أمكننا أن نفصد موضع الورم نفسه لم نقصر.

1148 وقد مضى دليل الامتلاء *** و ما يفرغ من الدواء
يقول: و قد تقدم من قولنا دلائل الامتلاء، و معرفة الأدوية التي تفرغ الأخلاط أي تسهلها.

 

ذكر جميع العلل التي يفصد فيها الدموية

و أولا : في فصد الورم البلغموني حيث كان من الجسد

1149 و إنما يفصد جالينوس *** عرقا إذا ما كثر الكيموس
يقول: و إنما يفصد جالينوس العروق إذا تزيدت الكيموسات الأربعة على النسب الطبيعية في الدم.

1150 إذا ترى  علائما من الدم *** في بدن لا سيما في الورم
1151 فافصد إذا بهذه الأشراط *** دميـــة لا سائر الأخلاط
يقول: و إنما يفصد جالينوس إذا ظهرت أعلام غلبة الدم في البدن، لا سيما إذا كان هنالك ورم، و قوله: فافصد بهذه الأشراط، إما أن يريد به شروط الاستفراغ المتقدمة، و إما أن يريد به ظهور علامات غلبة الدم على البدن ، و قوله: دمية لا سائر الأخلاط، يعني في الأمراض الدموية ، لا في الأمراض التي تكون عن سائر الأخلاط.


1152 فاقصد بذا الشغل ما قصده *** و افصد من الأمراض ما قد فصده
هذه وصية يحث بها على اتباع جالينوس في هذه الأشياء.


1153 إذا وثقت شاهدا لتبيين *** فابدأ بفصد كل فلغموني
يقول: إذا وثقت بالشواهد أن الذي حدث بالعليل ورم فلغموني فابدأ في ذلك بالفصد، و الورم الفلغموني يعني به الدموي.


1154 في الراس من خارجه و داخل ***و ما يكون منه في المفاصل
1155 و ورم في أسفل الأذنيـــــــــــــــــــن *** و ورم الرمــــــــد في العينـــــين
1156 و ورم اللســـــــــــــان و اللثـــــــــــات *** و ذبــــــح و ورم اللهــــــــاة
1157 و في النغانغ و في اللوزات   *** و في الخوانق و في النزلات
1158 و ذات جنب و بذات ريه   *** و ورم في الثــدي و الإربيه
1159 و ورم الكبـــــــــد و المعـــــــــده   *** و ورم المعـــــاة و المقعــــــــده
1160 و في الطحال و في الانثيين   *** و فــي مثــــــــــانة و كليتيــــــن
1161 و ورم الرحم أو في السره ***والما شراء أو من ضروب الحمره

هذا كله بين بنفسه و الفصد لهم في الأورام التي تحدث من داخل الجسم أهم من التي تحدث من خارجه إلا أن تكون عظيمة، و الأورام الفلغمونية إذا كانت من داخل الأعضاء الرئيسة تتبعها الحمى، و الفصد في هذه أهم، و هذه هي أورام الراس، و الكبد، و المعدة، و الحجاب الفاصل، و أغشية الصدر بالجملة، و الرئة و الكلى و المثانة و الرحم و المعاء الأورام التي تحدث في أسفل الأذنين هي من جنس الطواعين ، و كذلك التي تحدث في الأربية و الأباط إلا أن تكون بها بحارين محمودة، و الفصد في هذه أوجب شيء، و الماشرا ورم يحدث في جملة الرأس و الوجه حتى ينتفخ كله، و الذبح هي أورام المرىء، و الخوانيق أورام الحنجرة ، و يريد بقوله: أو من ضروب الحمرة: الحمرة الدموية.


الفصد في القروح و البثور حيث كانت :


1162 و في قروح الرأس و العينين *** و سعفة و القرح في الأذنين

الفصد في هذه ليس شافيا على القصد الأول، و ذلك أن القروح إنما تحدث عن دماء رديئة الكيفية، فإنما يفصد فيها إذا كان مع رداءة الكيفية زيادة الكمية.


1163 و في التي تسعى و قرح الريه و في قروح الفم و الجدريه

أما القروح الساعية فهي عن الصفراء، فالاستفراغ 6فيها بالدواء أحمد، إلا أن يكون السبب مركبا، و أما قروح الرية فإنما يفصد فيها في أول الأمر، لميل الدم إلى غير ناحية الرئة، فلا ينزف العليل، و أما إذا قدمت قروح الرئة فإنها لا يفصد فيها، فالفصد فيها إنما هو لمكان الجذب، فهي معالجة بالعرض، لأنه قطع استفراغ باستفراغ، و كل ما كان من هذا النوع من المعالجة في هذه الصناعة ففيه نظر، و لا ينبغي أن يستعمل إلا عند الضرورة.


1164 و في المعى إن صح فيها العلم *** و في التي ينبت فيها اللحم

يعني تورم المعى الذي يسمى القولنج الشديد، و إنما قال: إن صح فيها العلم، لأن القولنج يكون من أسباب كثيرة، و ليس ينبغي أن يفصد فيه إلا في الورمي فقط، و يعني فيما أحسب بالتي ينبت فيها اللحم: القروح التي بهذه الصفة، و ذلك أن نبات اللحم فيها إنما يكون من الكثرة.


1165 كذاك و البثر حيث كانا *** و الجرب الرطب إذا استبانا
۱۱66 مثل بثور الفم و العينين ***  و كالذي ينبت في الجنبين
يعني بالبثر الحبوب التي يكون معها وجع شديد، و انتفاخ العضو، و يعني بالجرب الرطب الدموي.

الفصد من امتلاء العروق و انفجار الدم
1167 و في امتلاء العروق و الرعاف و في البواسير من الأناف
1168 و الدم إن سال من الأسنان كذاك أو سال من الأذان
1169 و في البواسير اللواتي في الفم و في التي تخرج عند الرحم
۱۱۷۰ و في البواسير التي في المقعده و النزف في الطمث لأمر أزيده

هذه العلل كلها الفصد فيها لمكان الجذب المخالف، فهو مداواة الشبيه بشبهه ، أعني استفراغا باستفراغ، و هي مداواة بالعرض، لأن المداواة بالذات هي بالضد.



الفصد في العلل المتفرقة


۱۱۷۱ و في الصداع و الدوار و البخر *** و وجع السن و شعر ينتثر

إنما يفصد في الصداع إذا كان دمويا، و كذلك في الدوار، و كذلك وجع السن و هو في الأغلب إنما يكون عن مادة باردة، و أما انتثار الشعر فإنما يكون عن دم رديء، فالاستفراغ بالدواء فيه أحمد ، إلا أن يكون هنالك كثرة الدم، و أما البخر فلست أعلم للفصد فيه وجها إلا أن يكون معنى آخر وقع هاهنا مصحفا، إلا أن يقول قائل إن السبب اندفاع الأخلاط التي يكون منها البخر إلى باطن البدن، إنما سبب ذلك الكثرة ، أو قد يكون سبب ذلك الكثرة.


۱۱۷۲ و الفسخ في العضو و الاحتلام *** و وجع المفصل و الزكام

الضربات التي من خارج يفصد فيها كلها، لأنه يحدث عنها الأورام، و يعني بالاحتلام كثرته ، يقول: إنه إذا كثر وجب الفصد، فيما أحسب، و أما الفصد في وجع المفاصل، وفي الزكام فبالعرض، أي حيث يقترن مع المادة لهاتين العلتين دم أكثر من الطبيعي.


۱۱۷۳ و الصرع و السبل أو في الطرفه *** و توتة و في ذهاب الشهوه

السبل هي عروق غير طبيعية تنسج على الملتحم من العين، و الطرفة يعني بها الضرب الذي يقع على العين، و التوتة هي ورم متقرح في الوجه، و هذه يفصد لها بالذات، و أما الصرع فإنما يفصد له بالعرض، و كذلك الفصد عند ذهاب الشهوة، بل هو شيء لا أذكره.


1174 و شرج منقطع في المقعده و في النسا و وجع في المعده

الوجع في المعدة إنما يفصد له إذا كان عن ورم .


1175 و وجع ناخسة في الكبد و ما اعترى في كبد من سدد

و كذلك الوجع في الكبد إنما يفصد له إذا كان عن ورم، أو يتوقى منه حدوث ورم، و كذلك السدد فيها.


علاج الأمراض الدموية

1176 و انح بطب هذه الأدواء *** لطب سونوخس في الدواء
۱۱۷۷ أسهل من الصفراء بعد الفصد *** و مل من الغذاء نحو البرد
۱۱۷۸ و اجتنب المسخن من غذاء *** و ما به تزيد في الدماء
۱۱۷۹ و مل بما تغذوه نحو القابض *** بكل مز و بكل حامض

يقول: و انح في علاج الأمراض الدموية نحو علاج سونوخس ، و هي الحمى الدموية التي تعرف بالمطبقة، و هو أن تبدأ فيها بالفصد ثم إسهال الصفراء، و إطفاء حرارة الدم بالأغذية المبردة، و الأدوية المبردة، و هي الحامضة و المزة مثل حماض الأترج، والتمر الهندي، و ما أشبه ذلك، و تجنب ما يزيد في الدم، و هي اللحوم، كما تجتنب ما يسخن، و جالينوس يفصد في هذه الحمى إذا كانت خالصة من العفن، إلا أن يكون الغشي، و هو علاج غير طبيعي، و لأنها كثيرا ما يشوبها العفن من قبل الصفراء، و لذلك يقول جالينوس: إن الذين فصدهم من هذه الحمى ربما وقع برؤهم بأن ينزلوا بمجلس أو بمجلسين من صفراء، و لهذا أمر بهذا فيما أحسب، بأن يسهل الصفراء في هذه الحمى.


۱۱۸۰ و استعمل الدليل في ذا الورم *** بالباب في غلبة من الدم
۱۱۸۱ و مل إلى التبريد و التجفيف *** فعل الطبيب الماهر اللطيف

 

الجزء الثاني من العمل  ( وهو العمل باليد و تقسيمه )

1237  و إذ فرغت من نظام أفيد *** فالآن أبدأ بأعمال اليد 

1238  فواحــد يعمل في العــروق *** ففي جليلها و في الدقيق 

1239  وثانيــا تعمله في اللحـــــــــم *** و ثالث تعمله في العظم 

 

يقول: و إذ فرغت من وجه الأعمال بالأدوية، و الأغذية، فينبغي أن نشرع في وجه العمل باليد، و هو ينقسم ثلاثة أقسام: في العروق، و عمل في اللحم، و عمل في العظم.

 

 

العمل في العروق و منافعها في الفصد:

1240 جنس العروق منه ما تفجر ***  و منه ما تسله و تبتر

1241 فيفصد الأكحل في كل ألم *** في الراس و الصدر كأمثال الورم 

1242 ويفصد القيفال في إلطاف *** من شدة الصداع و الرعاف 

1243 و الباسليق في علاج الصدر *** وما اعترى في رية من ضر 

1244 و الماذيان في رديء الحال ***  من علل الكبد و الطحال

1245 و الحبل في الذراع إن عدمنا *** الباسليق جرمه فصدنا 

1246 و تفصد العروق في الأصداغ *** لدائم من وجع الدماغ

1247 و العرق خلف الأذن للشقيقه *** و قرحة في هامة عتيقه

1248 و تفصد العرقين في الماقين *** للمرض الكائن في العينين 

1249 و العرق في اليافوخ من قروحه *** و ورم يحدث في سطوحه 

1250 و تفصد الودج في الآلام *** تخصه منهن بالجذام 

1251 و في علاج العين عرق الجبهة *** و في صداع دائم و سعفة 

1252 و العرق في الراس الذي في المؤخر *** من الصداع دائما و السدر 

1253 و العرق قد يفصد في الأرنبة *** لما يرى من بثر في الوجنة 

1254 و العرق من تحت اللسان نقصده *** من ورم و ذبح فنفصده 

1255 و يفصد العرق الذي في الركبة *** لمرض الأحشاء تحت السرة 

1256 و يفصد الصافن في الساقين *** لما نرى من مرض الفخذين 

1257 و يفصد النسا على أمراضه  *** والعرق في القدم في أعراضه 

۱۲5۸ ويبتر الشريان في الصداع *** وما نرى في العين من أوجاع 

۱۲5۹ إذا خشينا من نزول الماء ***  في العين من شدة هذا الداء 

۱۲6۰  و ورم حدوثه من فتحه *** ولا سيسل دمه من سطحه 

۱۲6۱  شق له و ابتره أو فسله *** وافصده إن شئت أو اقطع كله 

۱۲6۲  وامنعه بالربط أو المكواء  *** عن نزف ما يجري من الدماء 

۱۲6۳  وداوه تدوية الجراحه *** حتى ترى صاحبه في راحه 

  

الشرح :العمل في العروق و منافعها في الفصد

 

1240 جنس العروق منه ما تفجر ***  و منه ما تسله و تبتر

التي تفصد هي العروق الغير ضاربة، و التي تسل و تبتر هي الضاربة، و ذلك أنها إذا فصدت لا تلتحم ، و يعتري منها المرض الذي يسمى أم الدم.

 

1241 فيفصد الأكحل في كل ألم *** في الراس و الصدر كأمثال الورم 

يقول : إن الأكحل يفصد للأمراض التي تكون في الرأس و الصدر مثل الأورام الحادثة فيها ، و السبب في ذلك أن هذا العرق مشارك لعرق الراس، وعرق البدن.

 

1242 ويفصد القيفال في إلطاف *** من شدة الصداع و الرعاف 

و القيفال هو عرق الرأس، و لذلك هو مختص بفصد العلل التي في الرأس .

 

1243 و الباسليق في علاج الصدر *** وما اعترى في رية من ضر 

الباسليق هو عرق البدن، و هو نوعان: الإبطي و هو الذي أراده هاهنا، و لذلك يفصد لما يعتري في الصدر و ما تحته.

 

1244 و الماذيان في رديء الحال ***  من علل الكبد و الطحال 

هذان العرقان الباسليقان اللذان تحت مأبض الذراع ، و هما اللذان يسميان بعرقي البدن، و هما فوق الباسليق الإبطي.

 

1245 و الحبل في الذراع إن عدمنا *** الباسليق جرمه فصدنا 

هذا لمشاركة هذا العرق للباسليق ، أعني ، الذي يسمى حبل الذراع.

 

1246 و تفصد العروق في الأصداغ *** لدائم من وجع الدماغ 

هذا لأن المرض إذا أزمن وجب أن يستفرغ من أقرب المواضع إلى الموضع الآلم.

  

1247 و العرق خلف الأذن للشقيقه *** و قرحة في هامة عتيقه 

و هذا أيضا للمشاركة و القرب.

  

1248 و تفصد العرقين في الماقين *** للمرض الكائن في العينين 

يعني المرض المزمن للسبب الذي ذكرنا من طلبنا أقرب موضع الاستفراغ .

 

1249 و العرق في اليافوخ من قروحه *** و ورم يحدث في سطوحه 

1250 و تفصد الـــودج فـــــــــي الآلام *** تخصه منهـــــن بالجذام 

يقول : و تفصد الودجين، في علة الجذام، و هذا كانه شيء مجرب، و لعل هذين العرقين يشاركان الطحال .

 

1251 و في علاج العين عرق الجبهة *** و في صداع دائم و سعفة 

1252 و العرق في الراس الذي في المؤخر *** من الصداع دائما و السدر 

1253 و العرق قد يفصد في الأرنبة *** لما يرى من بثر في الوجنة 

1254 و العرق من تحت اللسان نقصده *** من ورم و ذبح فنفصده 

هذا كله طلبا لإخراج الدم من أقرب المواضع إلى العضو العليل ، و ذلك لا يكون إلا إذا أزمن المرض، و أمن انصباب شيء إلى العضو الآلم.

1255 و يفصد العرق الذي في الركبة *** لمرض الأحشاء تحت السرة 

1256 و يفصد الصافن في الساقين *** لما نرى من مرض الفخذين 

1257 و يفصد النسا على أمراضه  *** والعرق في القدم في أعراضه 

 

يقول : و يفصد عرق النسا نفسه في مرضه أعني مع الوجع الذي فيه إذا أزمن، وأمن الانصباب، و كذلك يفصد له العرق الذي في القدم عند ما تشتد أعراضه أي وجعه .

  

العمل في الشرايين  :

1258 ويبتر الشريان في الصداع *** وما نرى في العين من أوجاع 

1259 إذا خشينا من نزول الماء ***  في العين من شدة هذا الداء 

 

هذا لأن من الصداع ما مادته من الشرايين، و الشرايين لما لم يكن فصدها بترت، و ذلك بعد أن يشد طرفا العرق بخيط حرير ثم يبتر، وكذلك يشبه أن تكون المادة التي تنزل منها بعض المياه مبثوثة في الشرايين.

  

1260  و ورم حدوثه من فتحه *** ولا سيسل دمه من سطحه 

1261  شق له و ابتره أو فسله *** وافصده إن شئت أو اقطع كله 

1262  وامنعه بالربط أو المكواء  *** عن نزف ما يجري من الدماء 

1263  وداوه تدوية الجراحه *** حتى ترى صاحبه في راحه 

 

يقول : نبتر الشريان أيضا من ورم حدث من ضربة وقعت عليه فثقبته فحدث عن ذلك أم الدم، و ينفتح العضو الذي فيه الشريان المفصود ، لأنه لا يخرج الدم من سطح ذلك العرق، و هذا الذي قاله هو شيء يعرض للشرايين التي تنثقب ، أعني أنه إن وضع عليها دواء ملحم انتفخ العضو و تورم، حتى يتعفن، فإذا حدث مثل هذا في الشريان ، فالشفاء يكون بأن يبتر العرق كله في موضع الفتح، أو يسل الجزء الذي فيه  الفتح، و يقطع من طرفيه، و ذلك بعد أن تربط الأطراف، أو يكون قطعه بالنار.

  

الثاني من العمل باليد و هو  العمل في اللحم

وأولا في الشرط:

 

1264 و عمل اللحم فمنه الشرط  ***والقطع و الكي و منه البط 

1265 و الشرط منه عمل يجري دمه *** و منه مــــا تمصه بمحجمـــه

1266 يجري به الدم من السطوح *** في الجسم ذي البثر و القروح 

 

يريد و المحاجم منها ما نضعها بعد الشرط فيسيل الدم من العضو المشروط إلى  المحاجم، و ذلك يستعمل في إخراج الدم الفاسد الذي يكون قريبا من سطح الجسم، و لذلك قال إنه يستعمل في البثر و القروح، لأن مادة هذه هي في سطوح البدن.

 

 

1267 و ربما نحجم دون الشرط ***  فيما نريد نقله من خلط 

يقول: و ربما استعملنا المحجمة من غير شرط لما نريده من جذب الدم من جهة إلى جهة، مثل المحاجم التي نجعلها تحت الثدي عند إفراط سيلان دم الطمث  و على الكبد و الطحال عند الرعاف.

  

1268  وتارة فارغة تلصقها *** و مرة بقطنة تحرقهـــــا

1269  لكي تفش الريح من مكان *** وتصلح الأعضاء بالإسخان 

 

يريد و قد تستعمل المحجمة لا بمص، و لا مع شرط بل بالنار، و هذه المحجمة إنما  تستعمل لتفش الرياح المحدثة للأوجاع الشديدة في المعى و المعدة ، و تسخن أيضا العضو الذي برد.

 

 

 

 في حالة نسخ أي صفحة من صفحات هذا الموقع يجب ذكر المصدر على النحو التالي
نقلاً موقع الطب الشعبي
الرجوع للصفحة الرئيسية