مقتطفات من كتاب

فردوس الحكمة في الطب
لابي الحسن علي بن سهل بن ربن الطبري

 سنة 780م - 870 م

 

هو العالم المسلم أبو الحسن علي بن سهل ربَّن الطبري. ولد في مرو من أعمال طبرستان سنة 780م 164 هـ أو سنة 770م ـ 153 هـ وهو ينحدر من أسرة فارسية مسيحية حسب كل من ألدو مييلي وابن خلكان؛ لكنه اعتنق الإسلام على يد المعتصم. ويقول محمد زبير الصديقي محقق كتاب "فردوس الحكمة" : إن المتوكل هو الذي دعاه إلى الإسلام فلباه واعتنقه، فلقبه بلقب مولى أمير المؤمنين، ولشرف فضله جعله من ندمائه. أما لقب ربَّن فيعني الأستاذ الجليل حسب ألدو مييلى الذي يقول:>إن اللقب السرياني، ربان، كان مستعملاً عند المسيحيين مطابقاً للفظ أستاذ عندنا.

 

المقالة الثانية عشر " الفصد "
العروق التي تفصد كلها من الكبد ، فاما عروق القلب فان فيها الريح والدم فان قطع منها لم يحتبس الدم الا بعد جهد لان الريح يحفزه ويخرجه ، ولإخراج الدم ثلاثة حدود:
أحدها ان يخرج ما قرب من الجلد بالحجامة
والثانية ان يخرج ما هو وراء ذلك بالعلق
والثالث ان يخرج من قعر البدن بالفصد


( من ينتفع من الفصد ) : وأقوى الناس على الفصد من كان مكتهلا قويا لونه إلى السمرة في حمرة بشرته أو حمرة في بياض ومن كان متسع العروق كثير شعر الجسد .

( من لا ينتفع من الفصد ) : فاما الصبيان والهرماء والنساء ومن كان مصفر الوجه نحيف البدن أو كان مفرط السمن أزعر البدن دقيق العروق فإنه يضعف عنه ويكتفي بالحجامة .

( وقت الفصد ) ولا ينبغي ان يفصد في زمان بارد يابس ولا في زمان حار يابس وينبغي ان يفتصد من كان محرورا في الساعة الأولى " من النهار " وهو غير متعب ولا ممتلئ من الطعام ، ومن كان صاحب رطوبة افتصد عند ارتفاع النهار فان رأى الدم رقيقا اخرج منه القليل وان رآه غليظا اخرج منه الكثير حتى يصفو.


الباب الثاني في ( مواضع العروق ومنافع فصد عرق عرق )

ان العروق الثلاثة التي في باطن المرفق يقال لأحدها الأكحل وهو العرق الذي في باطن المرفق وهو مغيض لما حوله من العروق وفوقه مما يلي ظاهر الساعد القيفال وهو يجئ من المنكب والذي تحته في باطن المرفق الباسليق وتفسيره الملك وهو يجئ من قبل الإبط ،

وينفع فصد الأكحل من علل البدن كله ،

وينفع فصد القيفال من أوجاع الرأس والعنق والظهر ،

وينفع فصد الباسليق من هيجان الدم لأنه يخرج الدم من القلب والكبد جميعا ،

وفي ظاهر الكف عرقان أحدهما بين " السبابة " والوسطى في اليد اليمنى ينفع فصده من ورم الكبد ومن ديافراغما وهو ورم الحجاب ، والعرق الاخر بين الخنصر والبنصر من اليد اليسرى (الاسيلم) ينفع فصده من ورم الطحال .

وبين العينين عرق ينفع فصده من ثقل العينين
.

وخلف الاذن عرق ينفع فصده من قروح الاذن

وفي طرف الانف عرق ينفع فصده من حكة العين وبواسيره لكنه إذا خطأ فيه الفاصد هيج الحمرة .

وفي الشدقين أربعة عروق ينفع فصدها من استرخاء اللثة والأسنان.

ويقال ان تحت اللسان عرقا يسمى الضفدع ينفع فصده من ثقل اللسان .


وفصد الصافن ينفع من احتباس الطمث ومن السدد وقروح الفخذ ، وينبغي ان يكون الفصد قبل استحكام العلة وان ينقل الدم من العضو السقيم إلى العضو الذي يقابله ومن فوق إلى أسفل " ولا ينقل " إلى الأعضاء الرئيسة فإذا استحكم الداء
لم يعمل في نقل الداء عن العضو لكن يفصد العرق من العضو السقيم نفسه لأنه إذا استحكم فيه الفساد لم يمكن نقله عن موضعه إلى غيره
.

 

وان أخطأ الفاصد فأصاب الوريد ولم يحتبس الدم فينبغي ان يقطع العرق بنصفين حتى يبيس ثم يكويه كيا ، وذلك إذا أصاب عرقا من عروق القلب ، فإن كان من عروق الكبد فصد ذلك العرق بعينه من فوق الموضع الذي كان فصده ان تحته ويربطه برباطات ورفائد ويضع عليه الأدوية القابضة العفصة التي ذكرناها في باب الرعاف .

 

الباب الثالث في الحجامة
ان الحجامة النقرة تقوم مقام فصد القيفال والحجامة في الأخدعين تقوم مقام الباسليق لأنهما يجذبان الدم من الصدر والرية والحجامة على الكاهل تقوم مقام الأكحل والحجامة فوق الحاجب تقوم مقام فصد الصافن ، الحجامة على الجنب تنفع من ضلع ينكسر لأنها تجذب الضلع وتخرجها ، والحجامة على السرة بالنار من غير شرط تنفع من الريح الغليظة التي تحتبس في السرة " والحجامة على المقعدة تنفع من ناسورها "

وذكر في أول الكتاب في الباب الخامس في علاج الرية ، إن الصدر والرية وسائر مواضع النفس يعسر علاجه لدوام حركته للتنفس ، فمما ينفع الورم الحار في الرية والصدر في بدء الوجع ومنتهاه وهبوطه فصد الأكحل والقيفال إن أعان السن والقوة والزمان ، فاما في صعود المرض فلا ينفع الفصد وينفع تليين البطن بما يذيب الورم ويبرده .

 

وقال في علاج الورك والنقرس
قال أبقراط من كان في صلبه أو ساقه برد وخدر شديد وكان كثير المخاط فان مرضه ذلك مزمن وكذلك وجع الورك ، واما عرق النسا فإنه يكون من فساد الصفرا أو من كثرة القيام في الشمس فتجف لذلك رطوبة الورك ويكون أيضا من أخلاط ردية تخالط الدم فيحدث وجع في عصب الفخذ ثم ينحدر إلى الأصابع أيضا .

فاما وجع الورك فما كانت علته من دم غالب عولج بفصد الأكحل أو الذي عند أصل خنصر الرجل وبمرهمات ملينة معتدلة في الحر والبرد لان وجع الوركين وجع غامض يجتذب اليه دم العروق التي حوله ، وينفع منه القئ والاسهال .

وينفع من عرق النسا ان كان صاحبه كثير اللحم قطع (فصد) العرق القريب من الخنصر وان كان من الجانبين " قطع من عرق الخنصرين " ( فصد عرق الخنصرين ) جميعا ، ويسقى من أيارج الفيقرا ويعالج بالحقن ودخول الحمام و صب الماء المطبوخ بالحرمل والخردل ، وإن لم ينفع ذلك نفع الكي على العصب الذي في الظهر إلى جانب الكلية وعلى الفخذين أربع كيات وعلى الوركين أربع كيات وعلى كل ساق بالطول في موضعين ( أربع كيات ) وأربع كيات عند الكعب وأربع كيات بين أصابع الرجلين

في حالة نسخ أي صفحة من صفحات هذا الموقع يجب ذكر المصدر على النحو التالي

نقلاً عن موقع الطب الشعبي