الفصد

الأكحل وهو عرق البدن Veine Mediane

فبفصد الأكحل في كل ألم *** في الرأس والصدر كأمثال الورم

 

*فصد الأكحل ينفع الامتلاء العارض في جميع البدن اذا كان دمويا*

يقول ابن منظور في لسان العرب : والأكحل عرق في اليد يفصد قال ولا يقال عرق الأكحل قال ابن سيده يقال له النسا في الفخذ وفي الظهر الأبهر وقيل الأكحل عرق الحياة يدعى نهر البدن وفي كل عضو منه شعبة لها اسم على حدة فإذا قطع في اليد لم يرقإ الدم وفي الحديث أن سعدا رمي في أكحله الأكحل عرق في وسط الذراع يكثر فصده .

 

قال قال صاحب فردوس الحكمة في الطب ( 780 م ) " وينفع فصد الأكحل من علل البدن كله "

 

وقال المجوسي في كتاب كامِل الصناعة الطبية: المعروف بالملكي هو العمل الوحيد المعروف لعليّ بن العباس المجوسي (توفي عام 994) ميلادي ، ان العروق التي تفصد في بدن الانسان ثلاثة وثلاثون عرقا :

منها في اليدين اثنا عشر وهي الاكحلان والقيفالان والباسيليقان والمادينانات وحبلا الذراع والاسيلمان .

واما العرق الاكحل فانه العرق الذي في الوسط من مأبض اليد من الجانب الوحشي وفصده ينفع من الاعلال التي تكون فيما بين الاعضاء التي دون التراقي الى الاعضاء التي دون الشراسيف .

 

والاكحل ينبغي أن تتفقده لئلا يكون تحته عصب فإن كان تحته عصب يمنة أو يسرة فضع رأس المبضع مما يلي العصب وتوجه الى الموضع السليم ، وان كان بين عصبتين فافصده طولا ، واذا أنت ضرب العرق فينبغي أن تنحذر أن تجعل الضربة في غير العرق فيندمل سريعا ، وينبغي أن تكون الضربة معتدلة لا واسعة ولا ضيقة ، فإنها ان كانت واسعة انفجرت كثيرا وابطأ اندمالها ، ان كانت ضيقة لم يخرج منه الدم بجميع جوهره بل يخرج منه اللطيف الرقيق ، فكثيرا ما يعرض منها في الساعد ورم يخضر حوالى الضربة لاحتقان الدم تحت الجلد ، وينبغي أن يكون ضربانك للعرق ببتر لا بغمز ، والبتر هو أن يغمز المبضع في العرق المقدار اليسير ثم يقطع ( يشرط ) العرق الى فوق ، فإن الضربة تتسع بمقدار ما يحتاج اليه ولا ينظر لما تحت العرق .

 

ويقول ابن القف: ومن أفضل علاج الورك نفض الجمد بما يقلل فضوله ويقلل غذاءه وينقيه. قال: وإذا كان الفضل حارا يخالطه رياح فأنا نقطع بعد قطع الأكحل العرق الذي عند خنصر القدم وبعض عروق القدم الظاهرة.

 

ويقول الزهراوي وأما العرق الأكحل: فمنفعة فصده أن يجذب الدم من أعلى الرأس وأسفل البدن، لمكان أنه مركب من شعبة من الباسليق وشعبة من القيفال كما قلنا. وينبغي للفاصد أن يكون على رِقبة من فصده، فإن تحته عصباً، فإن زاد في غرز المبضع وأصاب العصبة حدث منها خدر يعسر برؤه، وربما لم يبرأ أصلاً، وهذه العصبة كثيراً ما تظهر للجس، فإن خفيت في بعض الناس، وكانت رقيقة لا تبين، فينبغي أن تجعل فصدك إياه شقاً بالمنشل، وتجنب العصب جهدك، فإن كان العرق بين عصبتين فشق العرق طولاً... وأما فصد حبل الذراع: فيفصد عوضاً من الأكحل والباسليق، إذا لم يوجدا أو كانا خفيين لأنه مركب منهما.

 

ويقول الرازي في الحاوي : الأكحل: وهو شعبة من الباسليق، وشعبة من القيفال، يلتقيان في موضع واحد، ويتَّحدان، ويُسمى التقاؤهما أكحل و يصلح فصد هذا العرق لما في الرَّأس من الأوجاع التي يصلح لها خروج الدم إلى السُّرَّة.

ويقول : وفصد الأكحل ينوب عن فصد الباسليق، وينوب عن فصد القيفال إذا لم تكن العلَّة التي من أجلها يفصد ذلك الإنسان صعبة، وإذا لم يظهر واحد منهما.

 

ويقول الأكحل: يفصد للنزلة في ابتدائها، وقد يفصد الأكحل للسقطة، والرفسة، والصدمة، وما أشبه ذلك.

 

ومن أفضل علاج الورك نفض الجمد بما يقلل فضوله ويقلل غذاءه وينقيه . قال : وإذا كان الفضل حارا يخالطه رياح فأنا نقطع بعد قطع الأكحل العرق الذي عند خنصر القدم وبعض عروق القدم الظاهرة .

 

وفي موضع آخر يقول: القيء خير للورك من الإسهال وخاصة في الابتداء وينفع منه بعد فصد الأكحل فصد العرق الذي بين الخنصر والبنصر من الرجل وبعض عروق القدم .

 

وفي موضع آخر يقول : وفصد الأكحل للحمرة في العين، وعرق النسا لا يُفصد إلا بعد الشد.

 

ويقول في ذات الجنب : أمَّا الباسليق، وأمَّا الأكحل، في حالة ذات الجنب إذا كانت المادَّة كثيرة ، وكان ابتداء العلة والقوة قويَّة فافصد.

 

ويقول : إن الكبد قد ابتدأت تتورم ورماً حاراً أقول : إنه ينبغي أن تتفقد أولاً حال جميع الجسم حتى تعلم هل يحتاج إلى استفراغ فإن احتاج فانظر هل يحتمل ذلك فإن احتمل ذلك فانظر هل يحتمل ذلك دفعة فإن اجتمعت له هذه فاجتذب الدم المنصب إلى الكبد فاستخرجه معاً بإخراج الدم من الباسليق من اليد اليمنى فإن هذا العرق متصل بالعرق الأجوف مساوِ له على محاذات ومشاركته إياه في طريق مستقيمة لا عوج فيها فإن لم يتبين هذا فافصد الأكحل فإن لم يتبين فافصد القيفال وقدر الاستفراغ بقدر الامتلاء بحسب الأشياء الأخر أعني القوة والسن والزمن والعادة.

 

وفي موضع آخر وقد يعرض في فم الأرحام حكة مع انتفاخ ويعرض ذلك من أجل الشهوة كما يعرض للاحليل الانتفاخ عند الشهوة : علاج ذلك بفصد الأكحل ثم الصافن .

 

ويقول : عالج من سيلان المني ومن الذي يلتزق بالثوب بفصد الأكحل وبالمبردات على الظهر والقطن .

 

ويقول البلخي في مصالح الابدان :  وقد يفصد لإخراج الدم عروق كثيرة معروفة الأسامي، وقد اختير كل عرق منها لعلة مذكورة يفصد لها ، وأشهرها وأكثرها في الاستعمال العروق الثلاثة التي هي الباسليق والقيفال والأكحل. وأعمها نفعا لجميع البدن الأكحل، فإنه يخرج الدم من جميع أجزاء البدن، أعلاه وأسفله.

وفي معالم القربة :  وأما الأكحل ففي فصده خطر عظيم لأجل العضلة التي تحته، وربما وقعت بين عصبين، وربما كان فوقها عصبة دقيقة مدورة كالوتر، فيجب أن يعرف ذلك، ويجتنب في حال الفصد ويحتاط أن تصيبه الضربة فيحدث منها حدث ( خدر )  مزمن.

( قلت وهذا الخطر يكاد أن يكون معدوما باستخدام الابرة الحديثة )

يقول ابن سينا في القانون : وأكثر الناس يكرهون الحجامة والحجامة على النقرة خليفة الأكحل وتنفع من ثقل الحاجبين وتخفف الجفن وتنفع من جرب العين والبخر في الفم والتحجر في العين .

 

ويقول يعرض لتلك للمرأة أن التي يصيبها فريسيموس النساء وكلما جومعت إزدادت شرها ، علاجها أن ينقي الرحم خاصة ويقى البدن عاما بالفصد من الأكحل وإن احتيج ثني من الباسليق واستفراغ الخلط الحاد .

كان اكثر الفصد سابقا من الاكحل

 

وفي كتاب النزهة المبهجة في تشحيذ الاذهان : القيفال ويفصد لما خص الرأس والرقبة وتحته الأكحل المعروف الآن بالمشترك لما يعم البدن وتحته الباسليق لسوى الرأس ودونه شعبة تسمى الإبطي والباسليق الثاني وحكمهما واحد والواجب في فصد هذه الأربعة فوق المأبض.

 

 وكثير ما يفصد الاكحل لعلاج الامراض السوداوية

 يقول الدكتور سليمان قطايه وفي التراث الطبي العربي: ويؤكد ابن زهر هذا التقسيم ، ويزيد قائلاً : "الوسواس السوداوي ثلاثة أنواع : أن يكون الخلط المثبت في العروق التي تجاور الدماغ، وأن يكون الخلط الممرض في الدماغ نفسه، وأن تكون العلة في المعدة وهي التي تسمى بالنافخة وتسمى ماليخوليا مراقية.


وبعض هذه أشد، وبعضها أخف، والنوع الذي يكون عن خلط سوداوي في العروق المتجهة نحو الدماغ قد يكون في ذلك الموضع خاصةً من غير أن يغلب هذا الخلط المذموم في البدن كله، وربما كان هذا الخلط المذموم قد غلب في العروق المجاورة للدماغ، والمجاورة تقع على ما يكون ملاصقاً. وإلى ما تكون أنها (هي) من أن يقال فيه ملاصق، فإن أمره يكون أخف وعلاجه أيسر، فيقرب الآفة من تكون شدة الأعراض. فتقدم موفقاً إن شاء اللّه ... وإما إن كانت أن الخلط قد عم مع المجاورات للدماغ والدماغ نفسه، وإنما يعلم بشدة الأعراض، والطباق الوسواس، فأيقِنْ أن العلاج أعوص وأطول مدة، ومتى كان البدن كله قد غلب عليه الخلط السوداوي غلبة شديدة وأنت تعرف ذلك من لون دمه إن شققت العرق الأكحل ورأيت الدم أسود. إذا رأيته كذلك فلا تستفرغ منه إلا بحسب السن والقوة والمزاج والبلد والوقت الحاضر من أوقات السنة.

 

فالفصد هو استنزاف الدم من العروق (الأوردة) الكبيرة ، ويتم الفصد في العصور الحديثة بواسطة إبرة واسعة القناة (المجرى) ويؤخذ الدم مباشرة ، وتتراوح كمية الدم المسحوب ما بين 250 – 500 مليلتر. ويستخدم الفصد في حالات مرضية خاصة مثل زيادة كرات الدم الحمراء ، وفي حالات هبوط القلب الشديد ، وإن كان هذا السبب الأخير يعالج الآن بكفاءة بالعقاقير دون الحاجة إلى الفصد ، وارتفاع ضغط الدم الشديد (كذلك لا يعالج الان بالفصد) . وبطبيعة الحال فإن التبرع بالدم ليس إلا نوعا من الفصد وهو يتم يوميا قي مختلف أرجاء العالم حيت يتم التبرع بآلاف اللترات من الدم يوميا . والفصد يوهن الجسم مع العلم بأن الجسم يعوض الدم المفقود خلال اسبوع . انظر كتاب الرسالة الذهبية للمؤلف الدكتور محمد على البار

 

 في حالة نسخ أي صفحة من صفحات هذا الموقع يجب ذكر المصدر على النحو التالي
نقلاً موقع الطب الشعبي
الرجوع للصفحة الرئيسية