صفة الأوردة وأسماء العروق

 

 تفصيل العُرُوقِ والفُرُوق فيها عند الثعالبي في فقه اللغة :
 
في الرّأْسِ الشَّأْنَانِ ، وهُمَا عِرْقَانِ يَنْحَدِرَانِ مِنْهُ إلى الحَاجِبَيْنِ ثُمَّ إلى العَيْنَيْنِ
في اللِّسانِ الصُّرَدَانُ
في الذَّقَنِ الذَّاقِنُ
في العُنُقِ الوَرِيدُ والأخْدَعُ ، إلا أنَّ الأخْدَعَ شُعْبَةٌ منَ الوَرِيدِ ، وفِيها الوَدَجَانِ
في القَلْبِ الوَتِينُ والنِّيَاطُ والأبْهَرَانِ
في النَحْرِ النَّاحرُ
في أسْفَلِ البَطْنِ الحَالِبُ
في العَضُدِ الأبْجَلُ
في اليَدِ الباسِلِيقُ ، وَهُوَ عِنَد المِرْفَقِ في الجَانِبِ الأنْسِيِّ مِمَّا يلي الآباطِ ، والقِيفَالُ في الجَانِبِ الوَحْشِيِّ
والأكْحَلُ بَيْنَهُما ، وهوَ عَرَبيٌّ ، فَأَمَّا الباسِليقُ والقِيفَالُ فَمُعَرَّبان
في الساعِدِ حَبْلُ الذِّرَاعِ
فيما بَيْنَ الخِنْصَر والبِنْصِرِ الأسَيْلِمُ ، وهو مُعرَّب
في باطنِ الذّراع الرَّوَاهِشُ
في ظَاهِرِها النَّواشِرُ
في ظَاهِرِ الكَفِّ الأشَاجِعُ
في الفَخِذِ النَّسَا
في العَجُزِ الفَائِلُ
في السَّاقِ الصَّافِنُ
في سَائِرِ الجَسَدِ الشِّرْيَانَاتُ.

 

 

وجاء في كتاب القانون في الطب لإبن سينا - الفصل الأول صفة الأوردة

اما العروق الساكنة فان منبت جميعها من الكبد واول ما ينبت من الكبد عرقان‏:‏ احدهما من الجانب المقعر واكثر منفعته في جذب الغذاء الى الكبد ويسمى الباب والآخر من الجانب المحدب ومنفعته ايصال الغذاء من الكبد الى الأعضاء ويسمى الأجوف‏.‏

 

الفصل الثاني تشريح الوريد

المسمى بالباب ولنبدأ بتشريح العرق المسمى بالباب فنقول‏:‏

ان الباب اوّلاَ ينقسم طرفه الغائر في تجويف الكبد خمسة اقسام ويتشعب حتى ياتي اطراف الكبد المحدبة ويذهب منها وريد الى المرارة‏.‏

وهذه الشعب هي مثل اصول الشجرة النابتة تاخذ الى غور منبتها‏.‏

واما الطرف الذي يلي تقعيره فانه فاحد القسمين الصغيرين يتصل بنفس المعي المسمى اثني عشري ليجذب منه الغذاء وقد يتشعّب منه شعب تتفرق في الجرم المسمى بانقراس‏.‏

والقسم الثاني‏:‏ يتفرق في اسافل المعدة وعند البواب الذي هو فم المعدة السافل لياخذ الغذاء‏.‏

واما الستة الباقية فواحدة منها تصير الى الجانب المسطح من المعدة لتغذو ظاهرها اذ باطن المعدة يلاقي الغذاء الأول الذي فيه فيغتذي منه بالملاقاة‏.‏

والقسم الثاني ياتي ناحية الطحال ليغذو الطحال ويتشعب منه قبل وصوله الى الطحال شعب تغذو الجرم المسمى بانقراس من اصفى ما ينفذ فيه الى الطحال ثم يتصل بالطحال ومع اتصاله به ترجع منه شعبة صالحة تنقسم في الجانب الأيسر من المعدة لتغذوه‏.‏

واذا نفذ النافذ منه في الطحال وتوسطه صعد منه جزء ونزل جزء فالصاعد يتفرق منه شعبة في النصف الفوقاني من الطحال ليغذوه والجزء الآخر يبرز حتى يوافي حدبة المعدة ثم يتجزا جزاين‏:‏ جزء يتفرّق منه في ظاهر يسار المعدة ليغذوه وجزء يغوص الى فم المعدة لتدفع اليه الفضل العفص الحامض من السوداء ليخرج في الفضول ويدغدغ فم المعدة لدغدغة المنبهة للشهوة‏.‏

وقد ذكرناها قبل‏.‏

واما الجزء النازل منه فانه يتجزا ايضاً جزاين‏:‏ جزء منه يتفرق شعبة في النصف الأسفل من الطحال ليغذو ويبرز الجزء الثاني الى الثرب فيتفرق فيه ليغذوه والجزء الثالث من الستة الأول ياخذ الى الجانب الأيسر ويتفرق في جداول العروق التي حول المعي المستقيم ليمتصّ ما في الثقل من حاصل الغذاء والجزء الرابع عن الستة يتفرق كالشعر فبعضه يتوزع في ظاهر يمين حدبة المعدة مقابلاً للجزء الوارد على اليسار منه من جهة الطحال وبعضها يتوجه الى يمين الثرب ويتفرق فيه مقابلاً للجزء الوارد عليه من جهة اليسار من شعب العرق الطحالي‏.‏

واما الخامس من الستة فيتفرّق في الجداول التي حول معي قولون لياخذ الغذاء‏.‏

والسادس كذلك اكثره يتفرق حول الصائم وباقية حول اللفائف الدقيقة المتصلة بالأعور فيجذب الغذاء فاعلم ذلك‏.‏

 

الفصل الثالث تشريح الأجوف وما يصعد منه

واما الأجوف فان اصله اوّلاً يتفرق في الكبد نفسه الى اجزاء كالشعر ليجذب الغذاء من شعب الباب المتشعِّبة ايضاً كالشعر اما شُعَب الأجوف فواردة من حدبة الكبد الى جوفه واما شعب الباب فواردة من تقعير الكبد الى جوفه ثم يطلع ساقه عند الحدبة فينقسم الى قسمين‏:‏ قسم صاعد وقسم هابط فاما الصاعد منه فيخرق الحجاب وينفذ فيه ويخلف في الحجاب عرقين يتفرقان فيه ويؤتيانه الغذاء ثم يحاذي غلاف القلب فيرسل اليه شعباً كبيرة تتفرع قسم منه عظيم ياتي القلب فينفذ فيه عند اذن القلب الأيمن وهذا العرق اعظم عروق القلب‏.‏

وانما كان هذا العرق اعظم من سائر العروق لان سائر العروق هي لاستنشاق النسيم‏.‏

وهذا هو للغذاء والغذاء اغلظ من النسيم فيحتاج ان يكون منفذه اوسع ووعاؤه اعظم وهذا كما يدخل القلب يتخلف له اغشية ثلاثة مسقفها من داخل الى خارج ومن خارج الى داخل ليجتذب القلب عند تمدده منها الغذاء ثم لا يعود عند الإنبساط واغشيته اصلب الأغشية‏.‏

وهذا الوريد يخلف عند محاذاة القلب عروقاً ثلاثة تصير منه الى الرئة ناتئاً عند منيت الشرايين بقرب الأيسر منعطفاً في التجويف الأيمن الى الرئة‏.‏

وقد خلق ذا غشاءين كالشريانات‏.‏

فلهذا يسمى الوريد الشرياني‏.‏

والمنفعة الأولى في ذلك ان يكون ما يرشح منه دماً في غاية الرقة مشاكلاً لجوهر الرئة اذ هذا الدم قريب العهد بالقلب لم ينضج فيه نضج المنصبّ في الشريان الوريدي‏.‏

والمنفعة الثانية ان ينضج فيه المم فضل نضج‏.‏

واما القسم الثاني من هذه الأقسام الثلاثة فيستدير حول القلب ثم ينبثُّ في داخله ليغذو وذلك عندما يكاد الوريد الأجوف ان يغوص في الأذن الأيمن داخلاً في القلب‏.‏

واما القسم الثالث فانه يميل من الناس خاصة الى الجانب الأيسر ثم ينحو نحو الفقرة الخامسة من فقار الصدر ويتوكا عليها ويتفرق في الأضلاع الثمانية السفلى وما يليها من العضل وسائر الأجرام واما النافذ من الأجوف بعد الأجزاء الثلاثة اذا جاوزنا حبة القلب صعوداً تفرّق منه في اعالي الأغشية المنصفة للصدر واعالي الغلاف وفي اللحم الرخو المسمّى بتوثة شعب شعرية ثم عند القرب من الترقوة يتشعب منه شعبتان يتوجّهان الى ناحية الترقوة متوربتين كلما امعنتا تباعدتا فتصير كل شعبة منهما شعبتين واحدة منهما من كل جانب تنحدر على طرف القص يمنة ويسرة حتى تنتهي الى الحنجري ويخلف في ممرّها شعباً تتفرّق في العضل التي بين الأضلاع وتلاقي افواهها افواه العروق المنبثة فيها ويبرز منها طائفة الى العضل الخارجة من الصدر فاذا وافت الحنجري برزت طائفة منها الى المتراكمة المحرَّكة للكتف وتتفرَق فيها وطائفة تنزل تحت العضل المستقيم وتتفرق فيها منها شعب واواخرها تتَصِل بالأجزاء الصاعدة من الوريد العجزي الذي سنذكره‏.‏

واما الباقي من كل واحد منهما وهو زوج فان كل واحد من فرديه يخلف خمس شعب‏:‏ شعبة تتفرق في الصدر وتغذو الأضلاع الأربعة العليا وشعبة تغدو موضع الكتفين وشعبة تاخذ نحو العضل الغائرة في العنق لتغذوها وشعبة تنفذ في ثقب الفقرات الستّ العليا في الرقبة وتجاوزها الى الراس وشعبة عظيمة هي اعظمها تصير الى الإبط من كل جانب وتتفرع فروعاً اربعة‏:‏ اوّلها‏:‏ يتفرّق في العضل التي على القصّ وهي من التي تحرّك مفصل الكتف وثانيها في اللحم الرخو والصفاقات التي في الإبط وثالثها يهبط ماراً على جانب الصدر الى المراق ورابعها اعظمها وينقسم ثلاثة اجزاء‏:‏ جزء يتفرق في العضل التي في تقعير الكتف وجزء في العضلة الكبيرة التي في الإبط والثالث اعظمها يمرّ على العضد الى اليد وهو المسمّى بالإبطي والذي يبقى من الانشعاب الأول الذي انشعب احد فرعيه هذه الأقسام الكثيرة فانّه يصعد نحو العنق وقبل ان يمعن في ذلك ينقسم قسمين‏:‏ احدهما‏:‏ الوداج الظاهر والثاني الوداج الغائر‏.‏

والوداج الظاهر ينقسم كما يصعد من الترقوة قسمين‏:‏ احدهما كما ينفصل ياخذ الى قدام والى جانب والثاني ياخذ اولاً الى قدّام ويتسافل ثم يصعد ويعلو مستظهراً ثانياً من الترقوة ويستدير على الترقوة ثم يصعد ويعلو مستظهر الرقبة حتى يلحق بالقسم الأول فيختلط به فيكون منهما الوداج الظاهر المعروف‏.‏

وقبل ان يختلط به ينفصل عنه جزان‏:‏ احدهما ياخذ عرضاً ثم يلتقيان عند ملتقى الترقوتين في الموضع الغائر والثاني يتورب مستظهراً العنق ولا يتلاقى فرداه بعد ذلك ويتفرع من هذين الزوجين شعب عنكبوتية تفوت الحسّ ولكنه قد يتفرع من هذا الزوج الثاني خاصة في جملة فروعه اوردة ثلاثة محسوسة لها قدر‏.‏ وسائرها غير محسوسة‏.‏

واحد هذه الأوردة يمتد على الكتف وهو المسمى الكتفي ومنه القيفال واثنان عن جنبتي هذا يلزمانه الى راس الكتف معاً لكن احدهما يحتبس هناك ولا يجاوزه بل يتفرّق فيه‏.‏

واما المتقدّم منهما فيجاوزه الى راس العضد ويتفرق هناك‏.‏

واما الكتفي فيجاوزهما جميعاً الى اخر اليد هذا‏.‏

واما الوداج الظاهر بعد اختلاف طرديه فقد ينقسم باثنين فيستبطن جزء منه ويفرّع شعباً صغاراً تتفرق في الفكّ الأعلى وشعباَ اعظم منها بكثير تتفرق في الفكّ الأسفل واجزاء من كلا صنفي الشعب تتفرق حول اللسان وفي الظاهر من اجزاء العضل الموضوعة هناك‏.‏

والجزء الآخر يستظهر فيتفرق في المواضع التي تلي الراس والأذنين‏.‏

واما الوداج الغائر فانه يلزم المريء ويصعد معه مستقيماً ويخلف في مسلكه شعباً تخالط الشعب الآتية من الوداج الظاهر وتنقسم جميعها في المريء والحنجرة وجميع اجزاء العضل الغائرة وينفذ اخره الى منتهى الدرز اللامي ويتفرع هناك منه فروع تتفرّق في الأعضاء التي بين الفقارة الأولى والثانية وياخذ منه عرق شعري الى عند مفصل الراس والرقبة ويتفرع منه فروع تاتي الغشاء المجلّل للقحف وتاتي ملتقى جمجمتي القحف وتغوص هناك في القحف‏.‏

والباقي بعد ارسال هذه الفروع ينفذ الى جوف القحف في منتهى الدرز اللامي ويتفرق منه شعب في غشائي الدماغ ليغذوهما وليربط الغشاء الصلب بما حوله وفوقه ثم يبرز فيغذو الحجاب المجلل للقحف‏.‏

ثم ينزل من الغشاء الرقيق الى الدماغ ويتفرق فيه تفرق الضوارب ويشملها كلها طي الصفاق الثخين ويؤدّيها الى الوضع الواسع وهو الفضاء الذي ينصت اليه الدم ويجتمع فيه‏.‏

ثم يتفرق عنه فيما بين الطاقين ويسمى معصرة فاذا قاربت هذه الشعب البطن الأوسط من الدماغ احتاجت الى ان تصير عروقاً كباراً تمتص من المعصرة ومجاريها التي تتشعب منها ثم تمتد من البطن الأوسط الى البطنين المقدمين وتلاقي الضوارب الصاعدة هناك وتنسج الغشاء المعروف بالشبكة المشيمية‏.‏

 

الفصل الرابع تشريح اوردة اليدين

اما الكتِفِيّ وهو القيفال فاول ما يتفرع منه اذا حاذى العضد شعب تتفرق في الجلد وفي الأجزاء الظاهرة من العضد ثم بالقرب من مفصل المرفق ينقسم ثلاثة اقسام‏:‏ احدها‏:‏ حبل الذراع وهو يمتد على ظاهر الزند الأعلى ثم يمتدّ الى الوحشي مائلاً الى حدبة الزند الأسفل ويتفرق في اسافل الأجزاء الوحشية من الرسغ‏.‏

والثاني‏:‏ يتوجّه الى معطف المرفق في ظاهر الساعد ويخالط شعبة من الإبطي فيكون منهما والثالث‏:‏ يتعمق ويخالط في العمق شعبة ايضاً من الإبطي‏.‏

واما الإبطي فانه اول ما يفرعّ يفرع شعباً تتعمّق في العضل وتتفرّق في العضل التي هناك وتفنى فيه الاّ شعبة منها تبلغ الساعد واذا بلغ الإبطي قرب مفصل المرفق انقسم اثنين‏:‏ احدهما‏:‏ يتعمق ويتصل بالشعبة المتعمقة من القيفال وتجاوره يسيراً ثم ينفصلان فينخفض احدهما الى الإنسي حتى يبلغ الخنصر والبنصر ونصف الوسطى ويرتفع جزء ينقسم في اجزاء اليد الخارجة التي تماس العظم‏.‏

والقسم الثاني من قسمي الإبطي فانه يتفرعّ عند الساعد فروعاً اربعةً‏:‏ واحد منها ينقسم في اسافل الساعد الى الرسغ والثاني ينقسم فوق انقسام الأوّل مثل انقسامه والثالث ينقسم كذلك في وسط الساعد والرابع اعظمها وهو الذي يظهر ويعلو فيرسل فروعاً تضام شعبة من القيفال فيصير منها الأكحل وباقيه هو الباسليق وهو ايضاً يغور ويعمق مرة اخرى‏.‏

والأكحل يبتدي من الانسيّ ويعلو الزند الأعلى ثم يقبل على الوحشي ويتفرعّ فرعين على صورة حرف اللام اليونانية فيصير اعلى جزئه الى طرف الزند الأعلى وياخذ نحو الرسغ ويتفرغ خلف الإبهام وفيما بينه وبين السبابة وفي السبابة والجزء الأسفل منه يصير الى طرف الزند الأسفل ويتفرع الى فروع ثلاثة‏:‏ فرع منه يتوجه الى الموضع الذي بين الوسطى والسبابة ويتّصل بشعبة من العرق الذي ياتي السبابة من الجزء الأعلى ويتحد به عرقاً واحداً ويذهب فرع ثان منه وهو الأسليم فيتفرق فيما بين الوسطى والبنصر ويمتد الثالث الى البنصر والخنصر وجميع هذه تنقسم في الأصابع‏.‏

 

الفصل الخامس تشريح الأجوف النازل

قد ختمنا الكلام في الجزء الصاعد من الأجوف وهو اصغر جزايه فلنبدا في ذكر الأجوف النازل فنقول‏:‏ الجزء النازل اول ما يتفرعّ منه كما يطلع من الكبد وقبل ان يتوكا على الصلب هو شعب شعرية تصير الى لفائف الكلية اليمنى ويتفرّق فيها وفيما يقاربها من الأجسام ليغوذها ثم من بعد ذلك ينفصل منه عرق عظيم في الكلية اليسرى ويتفرعّ ايضاً الى عروق كالشعر يتفرق في لفافة الكلية اليسرى وفي الأجسام القريبة منها لتغذوها ثم يتفرق منه عرقان عظيمان يسمّيان الطالعين يتوجهان الى الكليتين لتصفية مائية الدم اذ الكلية انما تجتذب منهما غذاءها وهو مائية الدم وقد يتشعب من ايسر الطالعين عرق ياتي البيضة اليسرى من الذكران والإناث‏.‏

وعلى النحو الذي بيناه في الشرايين لا يغادره في هذا وفي انه يتفرع بعد هذين عرقان يتوجهان الى الأنثيين فالذي ياتي اليسرى ياخذ دائماً شعبة من ايسر هذين الطالعين وربما كان في بعضهم كلاّ منشئه منه والذي ياتي اليمنى فقد يتفق له ان ياخذ في الندرة شعبة من ايمن هذين الطالعين ولكن اكثر احواله ان لا يخالطه وما ياتي الأنثيين من الكلية وفيه المجرى الذي ينضج فيه المني فيبيض بعد احمراره لكثرة معاطف عروقه واستدارتها وما ياتيها ايضاً من الصلب واكثر هذا العرق يغيب في القضيب وعنق الرحم وعلى ما بيناه من امر الضوارب وبعد نبات الطالعين‏.‏

وشعبة تتوكا الأجوف عن قريب على الصلب وتاخذ في الانحدار ويتفرع منه عند كل فقرة شعب ويدخلها ويتفرق في العضل الموضوعة عندما فتتفرع عروق تاتي الخاصرتين وتنتهي الى عضل البطن ثم عروق تدخل ثقب الفقار الى النخاع‏.‏

فاذا انتهى الى اخر الفقار انقسم قسمين‏:‏ يتنحى احدهما عن الآخر يمنة ويسرة كل واحد منهما ياخذ تلقاء فخذ ويتشعب من كل واحد منهما قبل موافاة الكبد طبقات عشر‏:‏ واحدة منها تقصد المتنين‏.‏

والثانية دقيقة الشعب شعريتها تقصد بعض اسافل اجزاء الصفاق‏.‏

والثالثة تتفرق في العضل التي على عظم العجز‏.‏

والرابعة تتفرق في عضل المقعدة وظاهر العجز‏.‏

والخامسة تتوجه الى عنق الرحم من النساء فيتفرق فيه وفيما يتصل به والى المثانة ثم ينقسم القاصد الى المثانة قسمين‏:‏ قسم يتفرق في المثانة وقسم يقصد عنقها وهذا القسم في الرجال كثير جداً لمكان القضيب وللنساء قليل‏.‏

والعروق التي تاتي الرحم من الجوانب تتفرع منها عروق صاعدة الى الثدي ليشاكل بها الرحم الثدي‏.‏

والسادسة تتوجه الى العضل الموضوع على عظم العانة‏.‏

والسابعة تصعد الى العضل الذاهب في استقامة البدن على البطن وهذه العروق تتصل باطراف العروق التي قلنا انها تنحدر في الصدر الى مراق البطن ويخرج من اصل هذه العروق في الإناث عروق تاتي الرحم‏.‏

والعرَوق التي تاتي الرحم من الجوانب يتفرع منها عروق صاعدة الى الثدي ليشارك بها الرحم الثدي‏.‏

والثامنة تاتي القبل من الرجال والنساء جميعاً‏.‏

والتاسعة تاتي عضل باطن الفخذ فيتفرق فيها‏.‏

والعاشرة تاخذ من ناحية الحالب مستظهرة الى الخاصرتين وتتصل باطراف عروق منحدرة لا سيما المنحدرة من ناحية الثديين ويصير من جملتها جزء عظيم الى عضل الأنثيين‏.‏

وما يبقى من هذه ياتي الفخذ فيتفرع فيه فروع وشعب‏:‏ واحد منها ينقسم في العضل التي على مقدم الفخذ واخر في عضل اسفل الفخذ وانسيه متعمقاً‏.‏

وشعب اخرى كثيرة تتفرق في عمق الفخذ وما يبقى بعد ذلك كله ينقسم كما يتحلل مفصل الركبة قليلاً الى شعب ثلاث‏:‏ فالوحشي منها يمتد على القصبة الصغرى الى مفصل الكعب والأوسط يمتد في منثنى الركبة منحدراً ويترك شعباً في عضل باطن الساق ويتشعب شعبتين تغيب احداهما فيما دخل من اجزاء الساق‏.‏

والثانية تاتي الى ما بين القصبتين ممتدة الى مقدّم الرجل وتختلط بشعبة من الوحشي المذكور‏.‏

والثالث وهو الإنسي فيميل الى الموضع المعرق من الساق ثم يمتد الى الكعب والى الطرف المحدب من القصبة العظمى وينزل الى الإنسي المقدم وهو الصافن وقد صارت هذه الثلاثة اربعة‏:‏ اثنان وحشيان ياخذان الى القدم من ناحية القصبة الصغرى واثنان انسيان‏:‏ احدهما يعلو القدم ويتفرق في اعالي ناحية الخنصر والثاني هو الذي يخالط الشعبة الوحشية من القسم الإنسي المذكور ويتفرقان في الأجزاء السفلية‏.‏

فهذه هي عدد الأوردة وقد اتينا على تشريح الأعضاء المتشابهة الأجزاء‏... هذه الفصول منقولة من كتاب القانون لابن سينا

 
وفي لسان العرب:
قوله تعالى: ونحن أَقرب إِليه من حبل الوريد؛ قال أَهل اللغة: الوَرِيدُ عِرْق تحت اللسان، وهو في العَضُد فَلِيقٌ، وفي الذراع الأَكْحَل ، وهما فيما تفرق من ظهر الكَفِّ الأَشاجِعُ، وفي بطن الذراع الرَّواهِشُ؛ ويقال: إِنها أَربعة عروق في الرأْس، فمنها اثنان يَنْحَدِران قُدّامَ الأُذنين، ومنها الوَرِيدان في العُنق. وقال أَبو الهيثم: الورِيدان تحت الوَدَجَيْنِ، والوَدَجانِ عِرْقانِ غليظان عن يمين ثُغْرَةِ النَّحْرِ ويَسارِها. قال: والوَرِيدانِ يَنْبِضان أَبداً منَ الإِنسان. وكل عِرْق يَنْبِضُ، فهو من الأَوْرِدةِ التي فيها مجرى الحياة. والوَرِيدُ من العُرُوق: ما جَرَى فيه النَّفَسُ ولم يجرِ فيه الدّمُ، والجَداوِلُ التي فيها الدِّماءُ كالأَكْحَلِ والصَّافِن، وهي العُروقُ التي تُفْصَدُ. أَبو زيد: في العُنُق الوَرِيدان وهما عِرْقان بين الأَوداج وبين اللَّبَّتَيْنِ، وهما من البعير الودجان، وفيه الأَوداج وهي ما أَحاطَ بالحُلْقُوم من العروق ، والوَرِيدانِ عِرْقان في العُنُق، والجمع أَوْرِدَةٌ ووُرودٌ. ويقال للغَضْبَانِ: قد انتفخ وريده. الجوهري: حَبْل الوَرِيدِ عِرْق تزعم العرب أَنه من الوَتِين، قال: وهما وريدان مكتنفا صَفْقَي العُنُق مما يَلي مُقَدَّمه غَلِيظان. وفي حديث المغيرة: مُنْتَفِخة الوَرِيدِ، هو العرقُ الذي في صَفْحة العُنق يَنْتَفِخُ عند الغضَب، وهما وريدانِ؛ يَصِفُها بسوء الخَلُق وكثرة الغضب.
 
وفي الحديث عن جَابرٍ أنه قال: "رُمِيَ يَوْمَ الأحزابِ سَعْدُ بنُ مُعَاذٍ فَقَطَعُوا أكحَلَهُ أو أبْجَلَهُ، فحسَمَهُ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بالنارِ فانْتَفَخَتْ يَدُهُ فَتَرَكَهُ فَنَزَفَهُ الدّمُ فَحَسَمَهُ أخرى فانْتَفَخَتْ يَدَهُ، فَلَمّا رأَى ذلكَ قالَ: اللّهُمّ لا تُخْرِجْ نَفْسِي حتى تُقِرّ عَيْنِي مِنْ بَنِي قُرَيْظَةَ، فاسْتَمْسَكَ عِرْقُهُ فما قَطَرَ قَطْرَةً حتى نَزَلُوا على حُكْمِ سَعْدِ بنِ مُعَاذٍ. فأرسلَ إليه فَحَكَمَ أنْ يُقْتَلَ رِجَالُهُمْ وَيسْتَحيَى نِسَاؤُهُمْ يَسْتَعِينُ بِهِنّ المُسْلِمُونَ، فقالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أصَبْتَ حُكْمَ الله فيهم، وكانوا أربَعمائةٍ، فلمّا فَرَغَ مِنْ قَتْلِهِم انْفَتَقَ عِرْقُهُ فَمَاتَ". (أكحله) الأكحل عرق في اليد يُفصد. ولا يقال: عرق الأكحل. وفي النهاية: الأكحل عرق في وسط الذراع يكثر فصده. وقال غيره: هو عرق واحد. يقال له في اليد الأكحل. وفي الفخذ النسا. وفي الظهر الأبهر.
 
 
وفي الطب النبوي عند البغدادي في فصل التشريح : الأبهر :يطلع قسم منه الى الحلق يسمى الوريد وهو الشريان الأورطي. والوتين :ويمر قسم منه الى الصلب يسمى الوتين ويسمى نياط القلب .ويمر قسم الباسليق ويتشعب منه فروع تجتمع وتسمى الأكحل وهو الذي حسمة النبي صلى الله عليه وسلم لسعد بن معاذ ، ويسمى قسم منه حبل الذراع وقسم منه يسمى الكتفي والأسيلم وهذه هي العروق المقصودة في اليد . والأسيلم : عرق بين الخنصر والبنصر، والأكحل : عرق وسط الذراع يكثر فصده وكيه .
 
 
 
ومما قيل في فصد هذه العروق :
* فصد الباسليق ينفع حرارة الكبد والطحال والرئة ومن الشوصة وذات الجنب وسائر الأمراض الدموية العارضة من اسفل الركبة الى الورك .
 
* وفصد الأكحل ينفع الامتلاء العارض في جميع البدن اذا كان دمويا ولا سيما ان كان قد فسد .
* وفصد القيفال ينفع من علل الرأس والرقبة اذا كثر الدم او فسد .
* وفصد الودجين لوجع الطحال والربو . ( انظر نيل الاوطار باب ما جاء في الحجامة وأوقاتها)
 
في حالة نسخ أي صفحة من صفحات هذا الموقع الرجاء ذكر المصدر على النحو التالي
 
نقلا عن موقع الطب الشعبي