البواسير ( Hemorrhoids)
يقول ابن سينا في القانون : فصل في البواسير
إعلم أنه كثيراً ما يظن أن الإنسان إن به
بواسير وإنما به قروح في المستقيم وفيما فوقه يجب أن تتأمل ذلك .
والبواسير تنقسم بضرب من القسمة المشهورة إلى
ثؤلولية وهي أردؤها وإلى عنبية وإلى توثية .
والثؤلولية تشبه الثآليل الصغار ،
والعنبية مستعرضة مدوّرة أرجوانية اللون أو
إلى أرجوانية ،والتوثية رخوة دموية ، وقد تكون من البواسير بواسير كأنها نفاخات .
وقد تنقسم البواسير بقسمة آخرى إلى
ناتئة
وإلى غائرة وهي أردؤها ، خصوصاً التي تلي ناحية القضيب فربما حبست
البول بالتوريم .
والناتئة الظاهرة تكون إحدى الثلاثة .
وأما الغائرة فمنها دموية ومنها غير دموية .
وقد تنقسم البواسير أيضاً إلى
منتفخة تسيل
وربما سالت شيئأ كثيراً لانتفاخ عروق كثيرة وإلى صمّ عمي لا يسيل منها شيء .
وأكثر ما تتولد البواسير تتولّد من السوداء
أو الدم السوداوي وقلما تتولد عن البلغم ، وإذا تولّدت عنه فتتولد كأنها نفّاطات وكأنها
نفّاخات بطون السمك .
والثؤلولية
أقرب إلى صريح السوداء ، والتوثية إلى الدم والعنبية بين بين وليس
يمكن أن تحدث البواسير دون أن تنفتح أفواه العروق في المقعدة على ما قال جالينوس
ولذلك تكثر مع رياح الجنوب وفي البلاد الجنوبية .
والبواسير المنفتحة السيالة لا يجب أن تحبس
الدم السائل منها حتى تنتهي إلى الضعف واسترخاء الركبة واستيلاء الخفقان ويرى دم
غير أسود . وأجوده أن يتحلّب قليلاً قليلاً لا دفعة .
وكثيراً ما عرض لأصحاب
البواسير رعاف فزالت البواسير عنه .
العلاج :
أما
عروق
الرجل
فمن ذلك عرق النسا ويفصد من الجانب الوحشي عند الكعب ...
ومن ذلك أيضاً
الصافن وهو على الجانب الإنسي من الكعب وهو أظهر من
عرق النسا ويفصد لاستفراغ
الدم من الأعضاء التي تحت الكبد ولإمالة الدم من النواحي
العالية إلى السافلة ولذلك يدر الطمث بقوة ويفتح أفواه
البواسير.
والقياس يوجب أن يكون عرق النسا والصافن متشابهي
المنفعة ولكن
التجربة ترجح تأثير الفصد في عرق النسا في وجع عرق
النسا بشيء كثير وكان ذلك
للمحاذاة !!!
.
وأفضل فصد الصافن أن يكون
مورباً إلى العرض ومن ذلك
عرق مأبض الركبة
يذهب مذهب الصافن إلا أنه أقوى من
الصافن في إدرار الطمث وفي أوجاع المقعدة
والبواسير...ومن
ذلك
العرق الذي خلف العرقوب
وكأنه شعبة من الصافن ويذهب
مذهبه.
وفصد عروق الرجل بالجملة نافع من الأمراض التي تكون عن مواد مائلة إلى الرأس ومن الأمراض السوداوية وتضعيفها للقوة أشدّ من تضعيف فصد عروق اليد.
ويقول : يجب أن يبدأ فيصلح البدن ويستفرغ دمه الرديء بفصد الصْافن والعرق الذي خلف العقب ، وعرق المأبض أقوى منهما ( يعني مأبض الركبة - مصفط الركبة )
وحجامة ما بين
الوركين تنفع منها وتستفرغ أخلاطه السوداوية ويعالج الطحال والكبد إن وجب ذلك
لإصلاح ما يتولّد فيهما من الدم الرديء .
ثم إن لم يكن وجع ولا ورم ولا انتفاخ فلا
كثير حاجة إلى علاجها فإن علاجها ربما أدى إلى نواصير وإلى شقاق .
ثم يجب أن تجتهد في تليين الطبيعة لئلا تؤدي
صلابة الثفل المقعدة فيعظم الخطب .
وأجود ذلك أن تكون المسهّلات والمليّنات من
أدوية فيها نفع للبواسير مثل حب المثل ومثل حب ّالفيلزهرج وحب الدادي وحبوب نذكرها
فيجب أن تجتهد في تفتيح الصمّ وتسييل الدم منها ما أمكن إلى أن تضعف أو يخرج دم
أحمر صاف ليس فيه سواد .
فإن لم يغن فتدبيره إبانة الباسور وإسقاطه
بقطعه أو بتجفيفه وإحراقه بما يفعل ذلك .
واعلم أن الدم الذي يسيل من البواسير والمقعدة فيه إما من ( بسبب ) الآكلة والجنون والمالنخوليا والصرع السوداوي ومن الحمرة والجاورسية والسرطان والتقشر والجرب والقوابي ومن الجذام ومن ذات الجنب وذات الرئة والسرسام .
وإذا احتبس المعتاد منها خيف شيئ من هذه الأمراض وخيف الاستسقاء لما يحدث في الكبد من الورم الرديء والصلب وفساد المزاج وخيف السل وأوجاع الرئة لاندفاع الدم الرديء إليها .
والأدوية الباسورية منها مفتّحات لها ومنها
مدملات ومنها حابسات لإفراط السيلان ومنها قاطعات له ومنها مسكنات لوجعها .
وهي إما مشروبات وإما حمولات وإما أطلية
وضمّادات ولطوخات وإما ذرورات وإما بخورات وإما مياه يجلس فيها وإما حوابس ، وجميع ذلك إما مفردة وإما مركّبة .أ.ه.
وفي فصل آخر يقول :
وبالطبع فإن لفصد كل عرق استطباباً
خاصاً :
ففصد شريان اليد اليمنى ينفع في أوجاع الكبد والحجاب المزمنة. وفصد الصافن ينفع لاستفراغ الدم من الأعضاء التي تحت الكبد، ولدر الطمث، وفتح البواسير .
وفي موضع آخر في القانون يقول : والحجامة على القطن نافعة من دماميل الفخذ وجربه وبثوره من النقرس والبواسير وداء الفيل ورياح المثانة والرحم ومن حكة الظهر .
وفي معالم القربة في طلب الحسبة للمؤلف ابن الاخوة، محمد بن محمد / 729هـ
وَأَمَّا عُرُوقُ الرِّجْلَيْنِ فَأَرْبَعَةٌ مِنْهَا
عِرْقُ النَّسَا وَيُفْصَدُ عِنْدَ الْجَانِبِ الْوَحْشِيِّ مِنْ الْكَعْبِ فَإِنْ
خَفِيَ فَلْيُفْصَدْ فِي الشُّعْبَةِ الَّتِي بَيْنَ الْخِنْصِرِ وَالْبِنْصِرِ .
وَمَنْفَعَةُ ذَلِكَ عَظِيمَةٌ سِيَّمَا فِي النِّقْرِسِ ، وَمِنْهَا عِرْقُ
الصَّافِنِ وَهُوَ عَلَى الْجَانِبِ الْأَيْسَرِ ، وَهُوَ أَظْهَرُ مِنْ عِرْقِ
النَّسَا وَفَصْدُهُ يَنْفَعُ مِنْ الْبَوَاسِيرِ وَبَدْرِ الطَّمْثِ وَيَنْفَعُ
الْأَعْضَاءَ الَّتِي تَحْتَ الْكَبِدِ ، وَمِنْهَا عِرْقُ مَأْبِضِ الرُّكْبَةِ ،
وَهُوَ مِثْلُ الصَّافِنِ فِي النَّفْعِ ، وَمِنْهَا الْعِرْقُ الَّذِي خَلْفَ
الْعُرْقُوبِ ، وَكَأَنَّهُ شُعْبَةٌ مِنْ الصَّافِنِ فَمَنْفَعَةُ فَصْدِهِ مِثْلُ
الصَّافِنِ ، وَاَلَّذِي يَجُوزُ فَصْدُهُ عَلَى الْأَكْثَرِ شِرْيَانُ
الصُّدْغَيْنِ ، وَالشِّرْيَانُ الَّذِي بَيْنَ الْإِبْهَامِ وَالسَّبَّابَةِ ،
وَقَدْ أَمَرَ جَالِينُوسُ بِفَصْدِهِ فِي الْمَنَامِ .
وَفي موجز القانون لابن النفيس: العلاج ينقى البدن حتى يفصد الصافن وعرق المابض وحجامة ما بين الوركين.
*علاج البواسير بالكي ( إضغط هنا )
في حالة نسخ أي صفحة من صفحات هذا الموقع الرجاء ذكر المصدر على النحو التالي